أخبار العالمأمريكا

غروسي يحذر من تداعيات سياسات ترامب على استقرار الأسلحة النووية عالمياً

حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن سياسات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد تثير سباق تسلح نووي جديد. وأشار إلى أن العديد من الدول بدأت تعيد النظر في حاجتها لامتلاك أسلحة نووية خاصة بها في ظل تزايد النقاشات حول هذا الموضوع، بعدما كان الحديث عنها محظورًا في السابق.

التآكل المستمر في معايير عدم الانتشار النووي

وأوضح غروسي أن تراجع التزام الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة، بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية يعكس تآكلاً مستمرًا في المعايير الدولية. وأضاف أن العقوبات المفروضة على إيران لم تُجدِ نفعًا، حيث نجحت طهران في تجاوزها بشكل فعال، مما أدى إلى توسع كبير في برنامجها النووي منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي في 2018. وقال غروسي: “إيران طورت 5 نماذج جديدة من أجهزة الطرد المركزي، مما جعلها قادرة على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع”.

تهديدات متزايدة للأمن النووي العالمي

ووفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران تنتج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصناعة قنبلة نووية واحدة كل 30 يومًا. ومع تحول هذه المادة إلى وقود نووي، قد يستغرق الأمر أيامًا فقط لتجهيزها لرأس حربي نووي. وأكد غروسي أن إيران ليست الدولة الوحيدة التي تُعيد تقييم قدرتها النووية، حيث بدأت دول أخرى في التفكير بتطوير برامجها النووية على خلفية التوترات المتصاعدة في الساحة الدولية.

إعادة التفكير في مواقف الدول الكبرى تجاه معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية

ورغم الجهود العالمية للحد من التسلح التي تستند إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية منذ عام 1970، فإن غروسي أشار إلى أن التراجع عن التزامات الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة، يهدد النظام الدولي للحد من التسلح. كما أشار إلى أن فرنسا بصدد محادثات لتوسيع مظلتها النووية لحماية أوروبا وسط قلق متزايد من انسحاب الولايات المتحدة من التزاماتها الدفاعية.

الضغوط الاقتصادية بدلاً من الدبلوماسية

يرى الخبراء أن سياسات ترامب، التي اعتمدت على العقوبات والضغوط الاقتصادية بدلاً من الحلول الدبلوماسية، قد تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن العالمي. وهذه السياسات قد تدفع دولًا مثل السعودية وكوريا الجنوبية وبولندا وألمانيا واليابان إلى إعادة النظر في إمكانية تطوير قدرات نووية لردع تهديدات محتملة.

دعوة للدبلوماسية النووية وتخفيض الأسلحة

وفيما يخص العلاقات مع روسيا والصين، أكد غروسي أنه في حال استأنف ترامب محادثات جديدة للحد من التسلح، فإن ذلك قد يوفر فرصة لإحياء الدبلوماسية النووية. وذكر غروسي أنه تاريخيًا، كانت جهود الحد من التسلح تعتمد على المبادرات الرئاسية المباشرة، كما حدث في قمة ريغان وغورباتشوف عام 1987، التي أسفرت عن القضاء على فئة من الرؤوس النووية المتوسطة المدى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق