الصومال يكثف حملته ضد “داعش” في بونتلاند وسط تصعيد عسكري واستهداف أميركي لقادة التنظيم
قسم الأخبار الدولية 06/02/2025
أعلنت السلطات الصومالية مقتل 40 عنصراً من تنظيم “داعش” في عملية عسكرية استهدفت معاقل التنظيم في جبال عل مسكاد بمحافظة بري شمال شرقي الصومال. وتأتي هذه الضربة في إطار حملة أمنية مكثفة تقودها الحكومة الصومالية ضد التنظيمات الإرهابية، بدعم من الضربات الجوية الأميركية، التي استهدفت مؤخراً قادة بارزين في التنظيم.
ضربة موجعة لداعش: قتل العشرات واعتقال قادة بارزين
بحسب وكالة الأنباء الصومالية “صونا”، فإن العملية العسكرية شملت استهداف مواقع استراتيجية يستخدمها التنظيم كمخابئ في الكهوف الجبلية، حيث قُتل عشرات المقاتلين، معظمهم من الأجانب، بعد تلقي القوات الصومالية معلومات استخباراتية دقيقة من سكان المنطقة. وأكدت مصادر عسكرية أن العملية لم تقتصر على القصف، بل شملت أيضاً السيطرة على المواقع التي استهدفتها، ما يعكس تحولاً في استراتيجية مكافحة الإرهاب داخل البلاد.
وفي خطوة نوعية أخرى، أعلنت الشرطة الصومالية القبض على عبد الرحمن شروع أوسعيد، قائد عمليات الاغتيال في تنظيم “داعش”، والذي استسلم للسلطات في جبال عل مسكاد. كما تم اعتقال قيادي بارز آخر، يُعرف باسم “لاهور”، كان مسؤولاً عن عمليات الابتزاز التي استهدفت شركات محلية تحت غطاء التنظيم. وتعد هذه الاعتقالات ضربة كبيرة لشبكة التمويل والعمليات الاستخباراتية للتنظيم داخل البلاد.
استهداف أميركي مباشر لقادة التنظيم
بالتزامن مع العمليات الصومالية، نفذت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت قادة بارزين في “داعش”، في خطوة تعكس تصعيداً أميركياً في دعم جهود الحكومة الصومالية للقضاء على الإرهاب. وأكد وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، أن إحدى هذه الغارات أدت إلى مقتل قيادي مسؤول عن تخطيط الهجمات، وهو ما “قلّص بشكل كبير قدرة التنظيم على شن عمليات إرهابية في البلاد”، وفق تعبيره.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن صعّد تنظيم “داعش” من عملياته، مستخدماً تكتيكات أكثر تطوراً، مثل الهجمات الانتحارية بسيارات ملغومة، كما حدث في ديسمبر الماضي عندما استهدف التنظيم قاعدة عسكرية بسيارتين مفخختين.
تحولات استراتيجية: لماذا يُركّز الصومال على داعش الآن؟
رغم أن تنظيم “داعش” ظل لسنوات أقل تهديداً من “حركة الشباب”، التي تسيطر على أجزاء واسعة من جنوب الصومال، إلا أن ازدياد نفوذ التنظيم خلال السنوات الأخيرة، وتدفق المقاتلين الأجانب إلى صفوفه، جعله هدفاً رئيسياً للعمليات العسكرية.
وتشير التقارير إلى أن التنظيم اعتمد بشكل متزايد على الموارد المالية التي يحصل عليها من عمليات الابتزاز والضرائب المفروضة على التجار، مما سمح له بتوسيع قدراته العسكرية واستقطاب المزيد من المقاتلين. كما أن انتشاره في المناطق الجبلية بولاية بونتلاند جعله أكثر صعوبة في الاستهداف، مقارنة بحركة الشباب التي تعمل في مناطق مفتوحة.
صراع متعدد الجبهات: هل تنجح الحكومة الصومالية في بسط سيطرتها؟
يواجه الصومال تحديات أمنية معقدة، إذ لا تقتصر المعركة على “داعش”، بل تشمل أيضاً “حركة الشباب”، التي تخوض الحكومة حرباً مفتوحة ضدها منذ أكثر من عقدين. وتعتبر هذه الحملة جزءاً من استراتيجية أوسع لإعادة بسط سيطرة الدولة على المناطق التي فقدتها خلال العقود الثلاثة الماضية بسبب الحرب الأهلية.
ومع الدعم الأميركي المتزايد، وتكثيف العمليات العسكرية الصومالية، يبدو أن الحكومة بدأت تحقق تقدماً ملموساً في تقليص نفوذ التنظيمات الإرهابية. ومع ذلك، فإن استمرار التهديد الإرهابي يعتمد على مدى قدرة القوات الصومالية على الحفاظ على المناطق التي تستعيدها، ومنع التنظيمات المتطرفة من إعادة التموضع في مناطق أخرى.
ومع استمرار الحرب ضد الإرهاب، يُطرح السؤال: هل يستطيع الصومال، بعد سنوات من الصراع والفوضى، تحقيق الاستقرار الدائم والقضاء على الجماعات الإرهابية نهائياً؟