أخبار العالمالشرق الأوسط

الصراع على النظام الإقليمي: التصعيد والمواجهة بين إيران وإسرائيل وحرب إقليمية واسعة على الأبواب

 الصراع على النظام الإقليمي في الشرق الأوسط يعكس التنافس بين القوى الإقليمية والدولية على تشكيل ملامح النظام الجيوسياسي الجديد في المنطقة.

هذا الصراع يتمحور حول النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي، حيث تسعى دول مثل إيران، تركيا، والمملكة العربية السعودية إلى تعزيز دورها الإقليمي ومواجهة النفوذ المتزايد للأطراف الغربية والاجنبية الأخرى.

يعود هذا الصراع إلى انهيار التوازنات التقليدية بعد أحداث ما يسمى بالربيع العربي، وصعود قوى غير حكومية مثل الجماعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة وأطراف داخل الدولة الوطنية لتغيير معالمها وخاصة العمل على الإطاحة بالدولة الوطنية من أجل قوى إستعمارية ونظام عالمي جديد تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية والإطاحة بالمشروع الشرقي الذي ينادي بتعدد الأقطاب وإنهاء عالم أحادي القطب.

وبالعودة الى “قلب العلم النابض” الشرق الأوسط، فإن غياب الاستقرار في دول محورية مثل العراق وسوريا خلق فراغاً سياسياً وخاصة أمنيا وغستقرار على جميع المستويات أين تمّ خلق الدولة الهشة المنقسمة والمفتتة، هذا الوضع تمّ استغلاله من القوى الإقليمية لتعزيز مصالحها مع تدخل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا لتعزز هذا الصراع الإقليمي حيث تدعم كل قوة أطرافًا محلية تتماشى مع مصالحها، حيث يسعى كل طرف إلى إعادة تشكيل النظام الإقليمي بما يخدم مصالحه على حساب استقرار المنطقة، مما يؤدي إلى استمرار حالة التوتر والصراعات الممتدة.

هجوم إيران على الكيان الإسرائيلي المارق

كونت إيران شبكة من الحلفاء والقوات التي تدخل حروبا بالوكالة نيابة عنها في الشرق الأوسط، والتي تصفها طهران بأنها جزءا من “محور المقاومة” الذي يتحدى المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. وتدعم الجمهورية الإسلامية هؤلاء الحلفاء بدرجات متفاوتة.

وتُعد سوريا الحليف الأهم لإيران في المنطقة،غير أن إيران أطلقت  مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل، أصاب بعضها على الأقل الأراضي الإسرائيلية. وهذا هو الهجوم الثاني الذي تشنه إيران هذا العام، بعد أن أطلقت مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل ويُعد الهجوم الإيراني هو الهجوم المباشر الأول ضد إسرائيل.

وقبل هذا الهجوم، كانت بين إسرائيل وإيران حرب خفية لسنوات عدة، إذ هاجمت كل منهما أهدافاً تابعة للأخرى دون الاعتراف بالمسؤولية عن ذلك وتصاعدت هذه الهجمات بشكل كبير أثناء العدوان على غزة التي أشعل فتيلها الهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات إسرائيلية مجاورة للقطاع في السابع من أكتوبر 2023.

وعلى صعيد الجماعات المسلحة، يُعد حزب الله في لبنان هو أقوى مجموعة ضمن محور المقاومة المدعومة من إيران. ويتبادل مقاتلوه إطلاق النار عبر الحدود مع القوات الإسرائيلية يومياً تقريباً منذ 08 أكتوبر 2023 أي منذ اندلاع الحرب على غزة، مما اضطر عشرات الآلاف من المستوطنين الصهاينة على جانبي الحدود إلى مغادرة منازلهم .

كما تدعم إيران العديد من المجموعات المقاومة كذلك في العراق، التي هاجمت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا والأردن بالصواريخ. وردت الولايات المتحدة على تلك الهجمات بعد مقتل ثلاثة من جنودها في موقع عسكري بالأردن.

حتمية الرد الإسرائيلي على إيران: إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران

مثّل الهجوم الإيراني الأخير تغيير كبيراً لطبيعة الصراع والمواجهة مع الكيا ن الإسرائيلي،  غير أن إسرائيل تقوم بالإعلان على حتمية الرد على إيران وبحسب المصادر سيكون هجوم شامل وقوي لتندلع حربا إقليمية كان كيان الإحتلال المارق يريده في المنطقة من أجل تنفيذ مخططاته والحسم بذلك وخاصة تغير ملامح الشرق الأوسط وإنشاء شرق اوسط جديد ولهذا دفعت أمريكا الى بعث منظومة “ثاد” الدفاعية للدفاع عن الكيان الصهيوني المارق لأنها تدرك حجم القوة الإيرانية التي يمكن أن تنهي الكيان الهمجي السرطاني في المنطقة وبالتالي تنهي المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط.  

ومنذ قرابة الشهر والكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا يروّجون الى تتواصل المشاورات الإسرائيلية على المستويين السياسي والعسكري لتحديد طبيعة الرد والسيناريوهات الهجومية على طهران، حيث تدرس إسرائيل مهاجمة أهداف إستراتيجية في إيران، مثل منشآت النفط أو الغاز، وتدعو المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على طهران بهدف تعميق عزلتها الدولية.

وقد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية يوم السبت أن الحكومة قررت شن هجوم وصفته بـ”القوي والكبير” على إيران، مؤكدة أن الاستعدادات تتم بالتنسيق مع واشنطن، في حين رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في جميع الجبهات في ظل استعداده للرد على الهجوم الإيراني، وفي الخلفية، يبدو أن هناك عدة اعتبارات قد تتسبب في تأخير الهجوم. وهي تشمل اعتبارات عملياتية، واعتبارات جاهزية موضوعية، فضلا عن الرغبة في التنسيق مع الأمريكيين.

التصعيد الأخير في التوترات بين إيران والكيان الإسرائيلي يعكس تحولًا كبيرًا في النظام الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط. يتمحور هذا الصراع حول سعي القيادة الإيرانية لمقاومة النفوذ الإسرائيلي في المنطقة، بينما تسعى إسرائيل بدورها لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية. إضافة إلى ذلك، تركز إسرائيل على إضعاف حلفاء إيران، مثل حزب الله في لبنان، وقدرات الحوثي في اليمن وقدرات الحشد الشعبي في العراق والمقاومة في سوريا وتريد الإستفراد بهم كل على حدة ما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.

واليوم ومع وصول منظومة “ثاد” الدفاعية الأمريكية ستتصاعد المواجهات السياسية والعسكرية بين الطرفين ربما في الساعات القليلة القادمة أو بعض بضعة أيّام، مما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أوسع وبشكل كبير ومنها سيكون التدخلات الكبرى وإنطلاق حرب إقليمية واسعة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق