“الرياح المعاكسة” الجديدة قد تهدد اتفاق السلام الهش في جنوب السودان
نيويورك-الأمم المتحدة-16-12-2021
حذر الممثل الخاص للأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، أمام مجلس الأمن، أمس الأربعاء، من أن “الرياح المعاكسة” الجديدة قد تهدد اتفاق السلام الهش في البلاد، بعد سنوات من الصراع الأهلي الوحشي.
ودعا هايسوم”الأطراف إلى حشد شعور متجدد بالإرادة السياسية وبناء الثقة، لتجنب حالة الشلل، وفي أسوإ السيناريوهات، انهيار اتفاق السلام”.
وكان الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ومنافسه السياسي منذ فترة طويلة رياك مشار قد وقعا عام 2018 الاتفاق على أمل إنهاء الأزمة.
ويتمثل أحد التحديات في إنشاء القوات الموحدة الضرورية، والتي وصفها المبعوث الخاص بأنها “خطوة أولية في عملية معقدة ولكنها أساسية لبناء جيش وطني”.
وفي 8 ديسمبر، التقى هايسوم،الرئيس سلفا كير، وأثار مخاوفه بهذا الشأن. وعقب الاجتماع، أعلن مجلس الدفاع المشترك عن إحراز بعض التقدم في تنفيذ الترتيبات الأمنية الانتقالية.
ويتوقع المبعوث الخاص “ارتفاع درجة الحرارة السياسية الداخلية” مع اقتراب موعد الانتخابات، وهو “قلق للغاية” بشأن القيود المفروضة على الفضاء المدني.
وقال لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن إنه يشعر بالقلق إزاء بطء تشغيل البرلمان، مما قد يتسبب في “مأزق” بشأن مشاريع قوانين مهمة لتسهيل صياغة الدستور، والتحضير للانتخابات، وإنشاء مؤسسات عدالة وطنية، واعتماد الميزانية الوطنية، وإصلاحات مالية عامة.
وحذر أعضاء المجلس، من أن المدنيين ما زالوا يتحملون وطأة الصراع، “مما يديم دورات الصدمة والانتقام التي تقوض احتمالات المصالحة على المدى الطويل وتضميد الجراح المجتمعي”.
كما تحدثت في مجلس الأمن اليوم أيضا، مديرة شعبة التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وفاء سعيد، التي أوضحت أن جنوب السودان يواجه أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي منذ الاستقلال في عام 2011 وتجدد الصراع الذي بدأ في عام 2013.
ويشير آخر تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أنه بين أبريل ويوليو، قُدر أن 7.2 مليون شخص بلغوا مرحلة الأزمة، 2.4 مليون شخص منهم بلغوا مرحلة الطوارئ. وواجه حوالي 108،000 شخص في ست مقاطعات مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة و 480.000 امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العلاج – وهو أعلى رقم منذ عام 2013.
ووفقا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فقد نزح حوالي 300 ألف شخص حديثا بين مارس وأكتوبر، مما رفع عدد النازحين داخليا إلى مليوني شخص.