الحرب في أكرانيا تفضح نجاعة السلاح الأمريكي والغربي
29-09-2023
إعداد قسم البحوث والدراسات الأمنية والعسكرية
هل تنهي الحرب في أكرانيا أساطير المدرعات والسلاح الأمريكي؟
طبعا كعادته “المسكين” فلاديمير زيلينسكي يعرب عن إمتنانه للأمريكان عند إستلامه أول دفعة من دبابات “أبرامز” فهو لولا الأمريكان والأوروبيين لما إنتهى من الأسبوع الأول من العملية العسكرية الخاصة الروسية. ولهذا فهو يعرب عن “إمتنانه” للوفاء بوعدهم بعد ما يقرب من أربعة أشهر من بدء “الهجوم المضاد” في أوكرانيا.
وأثرت هذه “الهدية ابرامز” العديد من التعليقات والتحليلات من قبل الخبراء السلاح والعسكريين وخاصة مدى نجاعة هذه الدبابة أمام الدبابات والمدرعات والصواريخ الروسية… وقد أشار أغلب الخبراء العسكريون من روسيا والدول الغربية إلى العديد من المشكلات المتعلقة بهذه الدبابات.
بل أتفق اغلبهم على أن الدبابة ستفضح قدراتها المحدودة أمام التصدي والدفاعات الروسية التي ستحدث فيها الكثير من الخسائر وأهمّ نقطة بالنسبة للخبراء الأمريكيين هو “إفتضاح محدودية الدبابة” وبالتالي تسقط الأسطورة وهذا فيه نوع من إنقاص من قدرات السلاح الأمريكي والأوروبي، الذي إنهار أمام قدرات المدراعات والسلاح الروسي.
“لوكلير” الدبابة “أبرامز” ستكون “توابيت مدرعة”
أشار قائد كتيبة “لوكلير” السابق، يان يويفين، لوسائل إعلام فرنسية أن هذه الدبابات يمكن أن تصبح بمثابة “توابيت مدرعة” بوزن يبلغ 70 طنا، في حال لم يتم صيانتها جيدا في الوقت المناسب.
وأضاف أن أحد أعباء هذه الدبابة يتمثل بصيانتها والخدمات اللوجستية المطلوبة، محذرا من أن صيانة المحركات التوربينية تتطلب موظفين مدربين بشكل أفضل بكثير من صيانة محركات الديزل.
“مارك هيرتلينغ” الدبابة “أبرامز” قابلية للانفجار بسرعة
حذر الجنرال المتقاعد مارك هيرتلينغ، القائد العام السابق للقوات الأمريكية في أوروبا والمحلل العسكري، من أنه إذا تم استخدام محركات “أبرامز” بشكل غير صحيح، فإن الدبابات يمكن أن تنفجر ببساطة.
“سرعة التدريب واللغة عوائق كبيرة”
يمثل التدريب على استخدام دبابات “أبرامز” مشكلة أخرى، حيث ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية هذا الأسبوع أن النهج التدريبي المكثف، الذي تتبعه دول الناتو في تعليم الجنود الأوكرانيين تشغيل معدات التحالف قد أدى إلى سوء في الصيانة، وحدوث أعطال أكثر من المتوقع، وخلل في أنظمة الأسلحة الثقيلة الموجودة على متن الدبابات.
أفادت التقارير بأن نحو 200 شخص من العاملين في مجالات الدبابات تلقوا ما بين 10 إلى 12 أسبوعًا من التدريب لتشغيل وإصلاح “أبرامز”، وهو أقل بكثير من 22 أسبوعًا التي يستغرقها الجيش الأمريكي لتدريب أحد أفراد الطاقم، وما يصل إلى 34 أسبوعًا لتعليم عامل الصيانة إصلاح الدبابات.
كما يتطلب من المتقدمين للعمل في وظيفة عامل صيانة “أبرامز” الحصول على أعلى نسبة في الاختبار تصل لـ 99 في المئة من اختبار الكفاءة المهنية للخدمات المسلحة “ASVAB”، أو على أعلى نسبة في الصيانة الميكانيكية والتي تصل لـ88 في المئة و92 في المئة من الاختبار الفني العام.
ومن غير الواضح ما إذا كان قد تمت معالجة هذه القضايا بالنسبة للجنود الأوكرانيين وكيف تمت معالجتها.
“فيكتور ليتوفكين” التدريب السريع على “أبرامز” هو ضرب من الخيال
من جهته، وصف فيكتور ليتوفكين، العقيد المتقاعد بالجيش الروسي والمراقب العسكري المتخصص في الدبابات، عندما سئل عن مدى واقعية التدريبات على دبابة “أبرامز” في مثل هذا الإطار الزمني القصير، هذا الأمر بأنه “ضرب من الخيال”.
وشدد ليتوفكين على أنه “حتى أفضل القوات وأسرعها تدريبا لا يمكنها إتقان استخدام هذه الدبابة في ثلاثة أشهر، لأنها لم ترَ شيئًا مثلها من قبل”، مشيرًا إلى خبرة أطقم الدبابات الأوكرانية الممتدة لعقود من الزمن في التعامل مع المدرعات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، والتي كانت فلسفة مدرسة تصميمها تختلف عن فلسفة الناتو”.
وأشار إلى مشكلة اللغة والترجمة، فكل ما يتعلق بدبابة “أبرامز” باللغة الإنجليزية، مؤكدا أن حاجز اللغة مهم للغاية.
هل يمكن أن تدار دبابات “أبرامز” من قبل شركات غربية أو الناتو ؟
في إشارة إلى إمكانية مقتل الجنود الأوكرانيين الذين تم تدريبهم على هذا النوع من الدبابات ومن سيعوض مكانهم، قال ليتوفكين: “من المحتمل جدا أن يتم تشغيل هذه الدبابات من قبل مرتزقة غربيين.
ليس بالضرورة من الولايات المتحدة، ولكن من أي دولة أخرى تستخدم فيها هذه الدبابات، من بولندا على سبيل المثال”.
يذكر أنه في وقت سابق تم الإعلان عن تدمير دبابة “ليوبارد” ألمانية في زابوروجيه، يقودها طاقم يتحدث الألمانية بالكامل، حيث أكد ميكانيكي الدبابة أنه “ليس مرتزقًا بل جنديًا في الجيش الألماني”.
“فيكتور ليتوفكين” العائق الكبير هو “كابوس الصيانة“
الأمر نفسه ينطبق على الصيانة، أضاف ليتوفكين، لافتا إلى أن “أبرامز” هي دبابة “مزاجية للغاية”، حيث يستهلك محركها التوربيني وقود الطائرات، كما أن قطعة درعها تعاني من مشاكل فنية خاصة.
وتساءل: “من أين ستحصل أوكرانيا على وقود الطائرات؟
يجب تنظيف هذا الخزان بانتظام لأنه يحتوي على مرشحات متقلبة للغاية، حيث تتراكم الأوساخ فيها في أشهر الخريف والشتاء.
واضاف قوله: ناهيك عن أن هذا الخزان الضخم، فوزنه يصل إلى أكثر من 70 طنًا، وهذا ثقل قد لا تتمكن جسور أوكرانيا من تحمله.
وتابع قوله: علاوة على ذلك، يمكن أن تعلق في الوحل والطين الذي يشكل جزءًا كبيرًا من الأراضي الأوكرانية، خاصة في الخريف.
وقال: دباباتنا أخف وزنًا بعشرين طنًا”.
وقال ليتوفكين:
إنه عندما تتعطل الدبابات، يمكن أن تجد نفسها على الفور أهدافًا للقوات الروسية المسلحة بأسلحة مضادة للدبابات محمولة، ومدافع الهاون، والمدفعية، والطائرات دون طيار.
وحتم قوله: “لذلك لا أعتقد أن أبرامز ستلعب أي دور رئيسي في الحرب الحديثة، مع احتمال أن يقوم الأمريكيون بالإضرار بسمعتهم مرة أخرى، تمامًا كما فعل البريطانيون بإرسال “تشالنجر2 “.