الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وقتل قائد منظومة الاتصالات في «حزب الله» ضمن تصعيد العمليات العسكرية
قسم الأخبار الدولية 04/10/2024
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قائد منظومة الاتصالات في «حزب الله» خلال غارة جوية استهدفت موقعًا للحزب في جنوب لبنان، وذلك في إطار استمرار التصعيد العسكري بين الجانبين. تأتي هذه العملية كجزء من سلسلة الضربات التي تشنها إسرائيل على مواقع الحزب في مختلف أنحاء لبنان، وسط اشتباكات متواصلة على الحدود وتصعيد الهجمات المتبادلة بالصواريخ والمدفعية.
تفاصيل العملية
وفقًا للجيش الإسرائيلي، فقد تم رصد تحركات قيادي بارز في «حزب الله» يتولى مسؤولية منظومة الاتصالات المركزية، والتي تعد جزءًا حيويًا من هيكلة الحزب القتالية. استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي الموقع الذي كان يتواجد فيه القائد، مما أدى إلى مقتله وتدمير تجهيزات مهمة في الموقع. الجيش الإسرائيلي اعتبر العملية “ضربة نوعية” ضمن إطار العمليات التي تستهدف تعطيل بنية «حزب الله» التنظيمية والعسكرية.
الرد المتوقع من حزب الله
على الرغم من عدم صدور بيان رسمي من «حزب الله» يؤكد أو ينفي مقتل قائد منظومة الاتصالات، من المتوقع أن يرد الحزب على هذا التصعيد عبر شن المزيد من الهجمات ضد المواقع الإسرائيلية. وقد شهدت الأيام الأخيرة تزايدًا في إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، بما في ذلك استهداف مناطق حيوية ومدن كبيرة مثل حيفا والجليل.
ويعتمد «حزب الله» في استراتيجيته العسكرية على منظومات اتصالات متطورة تدير شبكة من الوحدات القتالية على الأرض، وتوفير التنسيق الميداني خلال العمليات العسكرية. لهذا، يُعد استهداف هذه المنظومة جزءًا من محاولات إسرائيل إضعاف قدرة الحزب على المناورة وإدارة العمليات في ظل التوتر الحالي.
تأتي هذه العملية ضمن أجواء تصعيدية متزايدة منذ اندلاع المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» على خلفية الاعتداءات المتكررة على جنوب لبنان والغارات المتبادلة. وشهدت الفترة الأخيرة تزايداً في التوتر بعد أن أطلق «حزب الله» عدة صواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف عملياته العسكرية. التصعيد المتبادل يزيد من احتمالات انجرار المنطقة إلى حرب واسعة النطاق، خاصة مع عدم وجود مؤشرات على تهدئة قريبة.
تداعيات إقليمية ودولية
التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» يثير مخاوف من انزلاق الوضع إلى صراع أوسع قد يشمل قوى إقليمية أخرى، في وقت تحاول فيه القوى الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، احتواء الأزمة. الأمم المتحدة دعت الجانبين إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن الهجمات المتبادلة تعرقل أي تقدم في هذا الاتجاه.
يضاف إلى ذلك، أن الأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد أمني قد يمتد إلى دول الجوار، بما فيها سوريا، حيث تنشط جماعات موالية لـ«حزب الله» والنظام السوري. تصاعد العمليات العسكرية قد يشعل جبهة إقليمية متعددة الأطراف، لا سيما مع استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في الأراضي السورية.
احتمالات تصعيد أكبر
التوقعات تشير إلى أن استهداف قيادي رفيع في «حزب الله» سيشعل مزيدًا من الاشتباكات في الأيام المقبلة، ما قد يدفع إلى تصعيد أكبر في المواجهات العسكرية. كما يتوقع أن يعزز الحزب جهوده للرد على هذه الضربة عبر استهداف مواقع استراتيجية إسرائيلية في العمق، وهو ما سيؤدي بدوره إلى رد فعل إسرائيلي أكثر عنفًا.
هذا التطور يأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة اضطرابات سياسية وأمنية، حيث يتزامن مع الضغوط الدولية لمحاولة استئناف المحادثات النووية مع إيران، والتوترات المتزايدة بين القوى الإقليمية والدولية حول قضايا الأمن في الشرق الأوسط.