أخبار العالمالشرق الأوسط

التوتر يتصاعد في الضفة الغربية بعد تفكيك بؤرة استيطانية غير مرخَّصة في «غوش عتصيون»

عمّقت إسرائيل توتّر الضفّة الغربية بعدما نفّذت قواتها الأمنية عملية إخلاء لبؤرة «جفعات تسور مسغافي» العشوائية جنوب بيت لحم، وهي بؤرة أقامتها نحو 25 عائلة يهودية منذ أكثر من عام داخل مجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني. وجاء الإخلاء تنفيذاً لأمر عسكري، لكن العملية سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة بين المستوطنين والقوات الإسرائيلية.

واندلعت الاشتباكات بعد وصول عشرات من عناصر «شبان التلال» المتطرفين استجابةً لنداءات من ناشطي اليمين وشخصيات سياسية حاولت منع تفكيك البؤرة، في خطوة تعكس الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي بين التيار اليميني المتشدد ومؤسسات الدولة. وخلال المواجهات، أُصيب جنديان من شرطة الحدود، أحدهما بحجر استقر في عينه والآخر بكسور في الفم، فيما اعتقلت الشرطة أربعة مستوطنين.

وتحوّل الإخلاء إلى شرارة هجمات واسعة في مناطق تلال جنوب الخليل ووادي سعير، حيث سجّلت اعتداءات شملت إحراق مركبة وأعمال شغب استهدفت فلسطينيين في القرى المحيطة. وتزامنت هذه الأحداث مع ارتفاع مطّرد في هجمات مستوطنين خلال الأسابيع الأخيرة، وهي هجمات طالت فلسطينيين وناشطين إسرائيليين وأجانب، وأحياناً قوات الجيش نفسها، ما أثار قلقاً داخل إسرائيل وانتقادات أميركية علنية بسبب تنامي عنف المستوطنين.

وجاء الإخلاء في وقت تشهد فيه المنطقة مراقبة أميركية مكثّفة مع وجود مركز التنسيق المدني العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة جنوب إسرائيل، حيث ناقش ضباط أميركيون وإسرائيليون ترتيبات ميدانية تتعلق بالوضع في غزة والضفة.

ويشير تصاعد العنف الداخلي بين المستوطنين وقوات الأمن إلى أزمة أعمق داخل المشهد السياسي والأمني الإسرائيلي، حيث تواجه الحكومة ضغوطاً من اليمين المتشدد لشرعنة بؤر استيطانية جديدة، مقابل التزامات دولية للحد من التوسع الاستيطاني وتخفيف التوتر في الضفة الغربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق