البنتاغون يعترف بوجود أكثر من 2500 جندي أميركي في العراق وسط تصاعد الجدل حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي
قسم الأخبار الدولية 24/12/2024
اعترف البنتاغون رسميًا بوجود أكثر من 2500 جندي أميركي في العراق، ضمن إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”. يأتي هذا الإعلان وسط تصاعد الجدل السياسي في العراق حول مستقبل القوات الأجنبية واستمرار وجودها على الأراضي العراقية.
التفاصيل الرسمية للإعلان الأمريكي
أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن القوات الأميركية المتواجدة في العراق تواصل أداء مهامها الاستشارية والتدريبية لدعم القوات العراقية في مواجهة تهديدات تنظيم “داعش”. وأضاف أن هذه القوات ليست في وضع قتالي مباشر، بل تعمل على تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي لضمان استقرار الوضع الأمني.
وشدد البنتاغون على أن الوجود الأميركي في العراق يأتي بناءً على اتفاقيات رسمية بين واشنطن وبغداد، وأن أي تغيير في هذا الانتشار سيتم عبر التنسيق المشترك بين البلدين.
الجدل السياسي في العراق
أثار الإعلان ردود فعل متباينة داخل الأوساط السياسية العراقية، حيث تطالب بعض القوى السياسية والبرلمانية بجدولة انسحاب القوات الأميركية بشكل كامل من البلاد، معتبرة أن استمرار هذا الوجود يمثل انتهاكًا للسيادة الوطنية.
في المقابل، يرى آخرون أن بقاء القوات الأميركية ضروري لضمان عدم عودة تنظيم “داعش” وملء الفراغ الأمني الذي قد ينشأ في حال الانسحاب المفاجئ.
الوجود العسكري الأمريكي: الأهداف والتحديات
يُعد الوجود الأميركي في العراق جزءًا من استراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط، والتي تهدف إلى:
- مواجهة التهديدات الإرهابية من تنظيم “داعش”.
- تحقيق الاستقرار الأمني في العراق والمنطقة.
- مراقبة النفوذ الإقليمي لبعض القوى المؤثرة في العراق.
ومع ذلك، يواجه هذا الوجود تحديات عديدة، من أبرزها:
- الضغوط السياسية والشعبية المتزايدة للمطالبة بانسحاب كامل.
- تصاعد الهجمات التي تستهدف القواعد العسكرية التي تستضيف القوات الأميركية.
- الانقسامات داخل الحكومة العراقية بشأن مستقبل هذا التعاون.
ردود فعل الشارع العراقي
شهدت بعض المدن العراقية احتجاجات متفرقة تدعو إلى إنهاء الوجود العسكري الأميركي، وسط مخاوف من أن يصبح العراق ساحة لصراع إقليمي بين الولايات المتحدة وأطراف أخرى.
ويظل مستقبل الوجود الأميركي في العراق رهينًا بالتفاهمات السياسية بين بغداد وواشنطن، مع استمرار الضغوط الداخلية والخارجية. ومن المتوقع أن تتزايد النقاشات حول هذا الملف خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات السياسية والأمنية في العراق.
ويبدو أن أي قرار نهائي بشأن انسحاب أو بقاء القوات الأميركية سيعتمد على تقييم مشترك للوضع الأمني والقدرة العراقية على إدارة التهديدات المستمرة دون دعم خارجي.