تصاعد الإرهاب في بوركينا فاسو بعد هجوم دموي تبنته القاعدة يثير قلقاً محلياً ودولياً

قسم الأخبار الدولية 16/09/2025
تبنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الموالية لتنظيم القاعدة، هجوماً واسعاً استهدف ثكنة عسكرية في منطقة غومبورو بمحافظة واهيغويا شمال بوركينا فاسو يوم الجمعة الماضي، وأدى إلى مقتل 15 جندياً على الأقل، إضافة إلى الاستيلاء على عتاد عسكري كبير شمل آليات ثقيلة وأسلحة رشاشة وقذائف هاون وطائرة مسيّرة. ونشر التنظيم صوراً ومقاطع مصورة للهجوم، ظهر فيها عشرات المسلحين على دراجات نارية وهم يطلقون النار بكثافة على مواقع الجيش.
ويُعد الهجوم من أكثر العمليات دموية خلال الأشهر الأخيرة في البلاد التي تعيش منذ قرابة عقد من الزمن تحت تهديد متزايد للجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة وداعش. ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الحكومة أو الجيش على العملية، لكن تقارير محلية تحدثت عن نزوح جماعي للسكان من القرى القريبة من الحدود مع مالي خشية اندلاع هجمات جديدة، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.
بالتوازي، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً وثّقت فيه مقتل ما لا يقل عن 50 مدنياً في ثلاث هجمات نفذتها جماعات إرهابية خلال الأشهر الأخيرة. وأشارت المنظمة إلى أن بعض الاعتداءات استهدفت قرى بأكملها مثل دجيبو ويوبا، حيث قُتل العشرات عقاباً على عدم الامتثال لتعليمات المسلحين. كما اتهم التقرير تنظيم داعش بالوقوف وراء هجوم على قافلة مساعدات إنسانية أسفر عن مقتل تسعة مدنيين.
ورغم نفي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين استهداف المدنيين عمداً، واعتبارها الاتهامات مجرد “حوادث ناتجة عن رصاص طائش”، إلا أن منظمات حقوقية حذرت من اتساع رقعة الانتهاكات، مشيرة أيضاً إلى تجاوزات منسوبة إلى الجيش الحكومي وميليشيات موالية له، متهمة إياها بارتكاب مجازر بحق سكان قرى يشتبه بتعاونهم مع الإرهابيين.
منذ استيلائه على السلطة عام 2022، وعد رئيس المجلس العسكري إبراهيم تراوري بإعادة الأمن في غضون أشهر، لكن الهجمات تزايدت بشكل لافت، إذ تشير بيانات منظمة أكليد إلى مقتل أكثر من 26 ألف شخص في بوركينا فاسو منذ 2015، نصفهم تقريباً خلال الأعوام الثلاثة الماضية فقط.
ومع اعتماد السلطات على إعادة هيكلة الجيش وعقد شراكات عسكرية مع روسيا وتركيا، إلى جانب تكثيف استخدام سلاح الجو، لا تزال مناطق واسعة من شمال وشرق البلاد خارج سيطرة الدولة، ما يثير المخاوف من تمدد الإرهاب نحو دول الجوار مثل ساحل العاج وتوغو وغانا. ويؤكد خبراء أن استمرار هذه الدوامة من العنف دون حماية حقيقية للمدنيين قد يفاقم هشاشة الدولة ويجعل المنطقة برمتها أمام تحديات أمنية غير مسبوقة.