البرلمان الألماني يناقش تسليم صواريخ «تاوروس» إلى أوكرانيا وسط جدل داخلي ودولي
قسم الأخبار الدولية 6/12/2024
ناقش البرلمان الألماني (البوندستاغ) إمكانية تسليم صواريخ كروز بعيدة المدى من طراز «تاوروس» إلى أوكرانيا، في إطار دعمها العسكري المستمر في مواجهة العمليات الروسية. أثارت هذه الخطوة جدلًا داخليًا بين الأحزاب السياسية، بينما لفتت الانتباه دوليًا كجزء من الديناميكيات المستمرة للصراع الأوكراني-الروسي.
تفاصيل النقاش والمواقف السياسية
تباينت المواقف داخل البرلمان الألماني حول تسليم صواريخ «تاوروس» التي تمتلك دقة عالية وقدرة على إصابة أهداف استراتيجية على بعد يصل إلى 500 كيلومتر.
- حزب المستشار أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) أبدى ترددًا بشأن اتخاذ هذه الخطوة، مشيرًا إلى ضرورة مراعاة المخاطر المترتبة على تصعيد النزاع مع روسيا.
- حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحلفاؤه طالبوا بتقديم الصواريخ كجزء من التزام ألمانيا بدعم أوكرانيا عسكريًا.
- حزب الخضر عبّر عن دعمه الحذر، مطالبًا بضمان عدم استخدام الصواريخ لضرب أراضٍ داخل روسيا، مما قد يؤدي إلى تصعيد خطير.
الدعم العسكري وتحديات القرار
تمتلك صواريخ «تاوروس» ميزات متقدمة تجعلها قادرة على استهداف البنية التحتية العسكرية بدقة، إلا أن تسليمها يثير مخاوف بشأن إمكانية استخدامها في ضربات بعيدة عن الجبهات الحالية.
- مخاوف التصعيد: قد يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تجاوز للخطوط الحمراء الروسية، مما يزيد من خطر تصعيد النزاع ليشمل مواجهات مباشرة مع الدول الداعمة لأوكرانيا.
- التأثير الدولي: قرار ألمانيا يأتي في وقت تسعى فيه واشنطن وحلفاؤها إلى توسيع نطاق الدعم العسكري لأوكرانيا، مع تأكيدهم على ضرورة الحفاظ على التنسيق الدولي لتجنب التصعيد غير المحسوب.
ردود الفعل الروسية
نددت موسكو مرارًا بتوريد الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، ووصفتها بأنها محاولة لزعزعة استقرار المنطقة. من المتوقع أن ترد روسيا بشدة إذا تم تنفيذ هذا القرار، مع الإشارة إلى أنها قد توسع عملياتها في مناطق جديدة.
قد يشكل تسليم صواريخ «تاوروس» تحوّلًا كبيرًا في سير النزاع، حيث يمنح أوكرانيا قدرات هجومية أكثر تطورًا. في المقابل، يعزز القرار من حالة الانقسام في الداخل الألماني حول دور البلاد في الأزمة، وسط مخاوف من التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية المحتملة.
يبقى القرار النهائي بشأن تسليم هذه الصواريخ في يد القيادة السياسية الألمانية، التي تواجه ضغوطًا متزايدة لاتخاذ موقف حاسم يوازن بين الدعم لأوكرانيا والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.