أخبار العالمأمريكا

البرازيل تتحدّى التحذيرات الأميركية وتتمسك بسيادتها بعد إدانة بولسونارو

رفضت الحكومة البرازيلية ما وصفته بـ«التهديدات» الأميركية، مؤكدة أنّها لن تسمح لأي طرف خارجي بترهيبها أو التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك على خلفية الحكم الصادر عن المحكمة العليا بحق الرئيس السابق جايير بولسونارو بتهمة التخطيط لانقلاب.

وأعلنت وزارة الخارجية البرازيلية، في بيان نشرته عبر منصة «إكس»، أنّ تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لا تُغيّر من التزام البلاد بالدفاع عن سيادتها واستقلالية مؤسساتها القضائية، مؤكدة أن «العدوان ومحاولات التدخل الخارجي لن تنال من الديمقراطية البرازيلية».

وكانت المحكمة العليا قد أصدرت، الخميس، حكماً بإدانة بولسونارو على خلفية اتهامه بالضلوع في محاولة انقلابية لإسقاط نتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام الرئيس الحالي لولا دا سيلفا. وقد أثار القرار ردود فعل متباينة داخل البرازيل، بين من رأى فيه خطوة لحماية النظام الديمقراطي، ومن اعتبره إجراءً سياسياً يستهدف تيار اليمين الشعبوي.

في المقابل، شنّ الوزير الأميركي ماركو روبيو هجوماً حاداً على الحكم القضائي، واصفاً إيّاه بـ«الظالم»، ومشدداً على أنّ الولايات المتحدة «ستردّ بما يتناسب» مع ما اعتبره «حملة اضطهاد سياسي». وذكّر بأن واشنطن سبق أن فرضت رسوماً جمركية ضخمة على البرازيل في ملفات سابقة، ملمحاً إلى إمكانية اتخاذ خطوات مماثلة.

وتأتي هذه الأزمة الدبلوماسية في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية ـ البرازيلية توتراً متصاعداً، خاصة بعد أن تبنّت حكومة لولا دا سيلفا مواقف مستقلة في ملفات دولية، من بينها النزاع في أوكرانيا والقضية الفلسطينية، ما زاد من حساسيتها تجاه أي انتقادات أميركية.

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يعكس اختباراً جديداً لمتانة المؤسسات الديمقراطية في البرازيل من جهة، ولقدرة واشنطن على فرض نفوذها في أميركا اللاتينية من جهة أخرى، وسط متغيرات إقليمية ودولية باتت تحدّ من الهيمنة التقليدية للولايات المتحدة في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق