الاتفاق السعودي ــ الباكستاني «يعيد صياغة الردع في المنطقة»

قسم الأخبار الدولية 19/09/2025
وقع ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الباكستاني في الرياض اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك، واعتبر خبراء أنها تمثل تحولاً في موازين الردع الإقليمي، إذ تجمع بين القدرات النووية الباكستانية والتطور التقني والعسكري السعودي.
رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف أشاد عقب لقائه الأمير محمد بن سلمان بـ«الرؤية الاستراتيجية والقيادة الملهمة» التي لمسها في الرياض، معتبراً أن الاتفاقية تعزز وحدة العالم الإسلامي وتمنح شراكة البلدين بعداً غير مسبوق.
ويرى محللون أن الاتفاقية تمثل إضفاء طابع رسمي على تعاون استراتيجي طويل الأمد، لاسيما أن باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية تُقدّر بنحو 170 رأساً حربياً، فيما تملك السعودية قدرات تسليحية متطورة، وبنية تحتية عسكرية واقتصادية تؤهلها للعب دور محوري في أي ترتيبات أمنية إقليمية.
اعتبر الدكتور هشام الغنام، المشرف على مركز البحوث الأمنية في جامعة نايف للعلوم الأمنية، أن الاتفاق «يعيد صياغة معادلة الردع» في الشرق الأوسط، لأنه يضع التعاون النووي ـ الدفاعي في إطار رسمي معلن، بما يبعث برسائل واضحة إلى القوى الإقليمية والدولية.
أما اللواء الدكتور محمد القبيبان، المتخصص في الشؤون العسكرية، فأكد أن الاتفاقية ليست تهديداً بل «أداة ردع» توازن القوى وتمنع التصعيد. وأوضح أن التكامل بين البلدين يحقق معادلة متينة: السعودية بقدراتها التقنية وتنوع تسليحها الحديث، وباكستان بخبرتها النووية وقوتها البشرية والعسكرية الكبيرة.
ويأتي الاتفاق في ظل تحديات أمنية متزايدة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ما يمنحه وزناً إضافياً على المستويين الإقليمي والدولي، إذ ينظر إليه كمبادرة استراتيجية ترسم ملامح مرحلة جديدة من الشراكات الدفاعية الإسلامية العابرة للحدود.