الإرهاب يعود بقوة إلى باكستان بعد عقد من حملة مكثفة للقضاء عليه
قسم الأخبار الدولية 24/12/2024
بعد عشر سنوات من العمليات الأمنية الواسعة التي هدفت إلى القضاء على الإرهاب في باكستان، عادت الجماعات المتطرفة للظهور مجددًا وبقوة، لتشكل تهديدًا جديدًا للأمن الوطني والاستقرار في البلاد.
تدهور الأوضاع الأمنية في باكستان
شهدت باكستان في الآونة الأخيرة تصاعدًا كبيرًا في الأنشطة الإرهابية، بما في ذلك الهجمات الانتحارية والاعتداءات المسلحة، حيث استهدفت تلك الهجمات المدنيين والشرطة والعسكريين. هذه العودة المفاجئة للنشاط الإرهابي تأتي رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة والجيش خلال العقد الماضي من أجل تقويض قوة الجماعات المسلحة وتدمير شبكاتها في المناطق الحدودية مع أفغانستان.
حملة القضاء على الإرهاب: النجاح والإخفاقات
في السنوات الماضية، أطلق الجيش الباكستاني سلسلة من العمليات العسكرية الكبرى في المناطق القبلية مثل وزيرستان، والتي كانت تعد معاقل رئيسية للجماعات المسلحة مثل طالبان باكستان. وعلى الرغم من النجاح النسبي لهذه العمليات في تقليص تأثير هذه الجماعات، إلا أن التحديات الأمنية المتجددة في الآونة الأخيرة تكشف عن هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
ورغم التضييق على الجماعات المسلحة في السنوات السابقة، إلا أن العديد من هذه الجماعات استطاعت إعادة بناء قدراتها وتنفيذ هجمات عنيفة في عدة مدن باكستانية، مستغلة الاضطرابات الإقليمية والصراعات السياسية الداخلية.
أسباب عودة الإرهاب إلى الساحة الباكستانية
- الفراغات الأمنية في بعض المناطق: بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في 2021، عادت مناطق عدة إلى أيدي الجماعات المسلحة، مما وفر بيئة خصبة لانتشار التطرف.
- الأزمات السياسية الداخلية: تشهد باكستان أزمة سياسية مستمرة، حيث تتصارع القوى السياسية على السلطة، مما يضعف الجهود الأمنية ويركز الانتباه بعيدًا عن مكافحة الإرهاب.
- الوضع الاقتصادي: يعاني الاقتصاد الباكستاني من ضعف شديد، مما يساهم في زيادة الفقر والبطالة، وبالتالي يخلق بيئة يسهل فيها تجنيد الشباب في صفوف الجماعات المتطرفة.
التداعيات على الأمن القومي
العودة القوية للإرهاب تهدد استقرار باكستان بشكل غير مسبوق، إذ قد تؤثر هذه الهجمات على قدرة الحكومة على إدارة الأمن الداخلي وحماية المدنيين. كما أن استمرار النشاط الإرهابي قد يضع باكستان في موقف صعب مع المجتمع الدولي، الذي يضغط عليها لزيادة جهودها في مكافحة الإرهاب.
الاستجابة الحكومية والمستقبل المجهول
تسعى الحكومة الباكستانية حاليًا إلى إعادة تعزيز استراتيجياتها الأمنية في محاولة لمواجهة التهديدات المتزايدة، من خلال توسيع العمليات العسكرية في المناطق الشمالية الغربية وتكثيف التعاون مع القوى الدولية لمحاربة الإرهاب.
إلا أن العديد من المحللين يرون أن المستقبل لا يزال غير واضح، وأن باكستان بحاجة إلى إصلاحات شاملة تشمل تقوية مؤسسات الدولة، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية الأمنية، فضلًا عن العمل على معالجة أسباب التطرف من خلال تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
رغم نجاحات باكستان في تقليص بعض الأنشطة الإرهابية، فإن عودة الإرهاب بقوة تشير إلى أن الحرب ضد التطرف لا تزال مستمرة. ستحتاج باكستان إلى معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة مع تعزيز التنسيق بين مختلف المؤسسات العسكرية والأمنية لتحقيق استقرار دائم.