استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي تشعل الجدل حول القيادة العسكرية وفتح باب التنافس لخلافته
قسم الأخبار الدولية 22/01/2025
شهدت الساحة السياسية والعسكرية في إسرائيل تطورًا غير مسبوق بإعلان استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، في خطوة أثارت صدمة داخل الأوساط الإسرائيلية وخارجها. تأتي هذه الاستقالة في ظل توترات سياسية وأمنية متزايدة، ما دفع المراقبين إلى التساؤل حول الأسباب الكامنة وراء هذا القرار، خاصة أنه يأتي في وقت حساس تشهده إسرائيل على المستويين الداخلي والإقليمي.
خلفيات استقالة هاليفي
ذكرت مصادر مطلعة أن هاليفي قرر تقديم استقالته نتيجة خلافات حادة مع القيادة السياسية، وخاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشأن سياسات إدارة الجيش والتعامل مع التهديدات الأمنية. ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فقد تزايدت الضغوط على هاليفي مع تصاعد الانتقادات حول إدارة الجيش للأوضاع في غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى مخاوف من تدهور جاهزية الجيش في ظل الانقسام الداخلي المتزايد بسبب الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل.
أربعة مرشحين لخلافته
تدور التقديرات حول أن رئيس الأركان المقبل سيكون واحدا من 4 مرشحين، اثنان سبق وخدما في منصب نائب رئيس الأركان وهما الجنرالان إيال زامير وأمير برعام وقائدا الجبهة الشمالية أوري جوردين والجبهة الداخلية رافي ميلو. وتتجه التقديرات نحو تغليب اسم إيال زامير نظرا لأنه يخدم حاليا مديرا عاما لوزارة الدفاع ولم يكن في الجيش وقت فشل 7 أكتوبر. وأشار موقع “والا” إلى أنهم في وزارة الحرب الإسرائيلية يتحدثون أيضا عن تعيين الجنرال (احتياط) يتسحاق ترجمان لمنصب المدير العام لوزارة الدفاع أو نائب رئيس الأركان. كما تشير التقديرات إلى احتمال تعيين قائد المنطقة الشمالية، الجنرال أوري جوردين، نائبا لرئيس الأركان.
تداعيات الاستقالة
يعتقد مراقبون أن استقالة هاليفي ستُحدث تغييرات جوهرية في هيكلية الجيش، خاصة في ظل استمرار الاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية والخلافات داخل الحكومة. كما أن رحيله قد يضعف الثقة بالقيادة العسكرية في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات أمنية متعددة، من بينها التوترات مع المقاومة في غزة والتهديدات الإيرانية.
إقليمياً، تُعد استقالة هاليفي رسالة ضعف لإسرائيل أمام خصومها، حيث يُنظر إلى الجيش باعتباره العمود الفقري لقوة الدولة. أما دولياً، فمن المرجح أن تُتابع الولايات المتحدة وحلفاؤها التطورات عن كثب، خاصة مع تعاظم المخاوف بشأن استقرار إسرائيل كحليف رئيسي في المنطقة.
تظل استقالة هاليفي حدثًا مفصليًا يسلط الضوء على الانقسامات العميقة داخل إسرائيل، ويزيد من التحديات أمام القيادة السياسية والعسكرية في المرحلة المقبلة.