اجتماع ثلاثي بين تونس والجزائر وليبيا يثير الجدل
تونس–5-4-2024
تحدثت تقارير عن مبادرة ثلاثية بين تونس وليبيا والجزائر لصياغة اتفاق للحل السياسي في ليبيا والمضي نحو الانتخابات، هذا الاتفاق يدعمه رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي وأكده الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي تطرق إلى وجود توافق للتعاون، لكن أطراف أخرى ترى أن هذه المبادرة تأتي ضمن مساعي قبر الاتحاد المغاربي وضرب وحدة ومصالح شعوب شمال أفريقيا، داعية إلى العمل تحت مظلّة الاتحاد المغاربي دون تلاعب وإقصاء لأي بلد كان .
وينبّه الليبيون من أي لعبة سياسية تُقصى فيها المغرب أو تونس أو الجزائر أو موريتانيا، بعد سنوات من العمل المستمر لحل الصراع الليبي وتحقيق الاستقرار الذي ستتأثر به إيجابا كل دولة.
وتتمسك تونس بوحدة القرار الليبي وتدعم وحدة تقرير المصير وترفض رفضا قطعيا التدخل في الشأن الليبي إلا بدعم سبل الحل السياسي.
وتعليقا على الجدل الحاصل، قال المحلل السياسي الليبي، علي بوخنجر، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، إنّ اللقاء الذي حدث كانت أهدافه اقتصادية ولم يسعى أي طرف ليبي مهما كان توجهه إلى إقصاء أي دولة مغاربية وإثارة الفتنة بين دول الإتحاد، لافتا إلى أن صيغة اللقاء الذي جمع طرف ليبي وتونس والجزائر وغياب المغرب وموريتانيا والأطراف الليبية الأخرى لاعتبار حالة الانقسام أثار الشكوك حول الأهداف لكنه لم يخالف الاتفاقيات المغاربية: لا أعتقد أن دولة كتونس عوّدتنا بمساندة الاتحاد المغاربي ولم يسبق لها أن تدخلت في صراع او سجّلت مشاكل ديبلوماسية مع شقيقة لها أن يكون لها نوايا سيئة وتخلق كيان وهمي معادي للوحدة “.
وأفاد بأنّ اللقاء لا يهدف إلى تأزيم الوضع وخلق مشاكل بين الأشقاء علما وان استقرار ليبيا أمر تدعمه كل دول الجوار ولا يوجد دولة مستفيدة من حالة الانفلات الأمني والتقسيم” بالعكس دول الجوار تدعم مقترح تشكيل حكومة واحدة وإجراء انتخابات، فالجميع لا يعرف مع من يمكنه أن يتواصل في ظل وجود دولتين في دولة، إنها معظلة”.
وتقول أطراف أخرى إنّ التوتّر المغربي- الجزائري، وتصريح تبون مرارا أن “القطيعة مع المغرب وصلت إلى اللاّ عودة، هو من أخرج اللقاء الثلاثي الأخير عن نواياها الحقيقية، وبرغم ذلك لا يمكن للجزائر خلق كيان بديل عن اتحاد المغرب العربي الذي يعيش حالة من الجمود، ولن تنخرط تونس وباقي الدول في هذا السيناريو الذي يمكن ان يفجّر الوضع.
وبدوره علّق الصحفي المختص في الشأن الليبي، عيسى القيزاني، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز عن اللقاء ، معتبرا أن عدم الوضوح في اللقاء أمر غير مطمئن، معبرا عن مخاوفه من تأثير التنافس المغربي-الجزائري على مسار وحدة الدول المغاربية التي يضمها الاتحاد المغاربي، لكن ذلك لايمثل العقبة الوحيدة بل أن الانقسام الحاصل قد يخدم بعض الأطراف الليبية ويوفر لها الفرص لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب النزاع.
وقال محدثنا إن مختلف الدول المتدخلة في ليبيا تتعامل مع الحالة الليبية بأنها مرحلة انتقالية مؤقتة ومن سمات المرحلة الانتقالية انها مرحلة مساومات وحلول وسط وأما الحل النهائي للازمة فهو بعيد المنال في المدى الراهن والمنظور.
وعن الاتحاد الذي تأسس عام 1989 قال إنه جاء في ظرفية اتسمت بتحسن العلاقات المغربية-الجزائرية، لكن اتحاد المغرب العربي بقي حبرا على وقع، وساء وضعه بعد توتر علاقات البلدين مجددا منذ عام 1994، لكن ذلك لن يكون مبررا للتقسيم.
وذكّر بالتحالفات السابقة بين الجزائر وتونس وموريتانيا عبر معاهدة الاخاء والوفاق عام 1983 ومعاهدة الوحدة المغربية الليبية عام 1984، وهي معاهدات لم تخلق حالة من الانفرادية والاقصاء.
وتطرق إلى الجمود في علاقة تونس بالمغرب منذ استقبال الرئيس سعيد لابراهيم غالي رئيس الجمهورية الصحراوي فير المعترف به أمميا،
ولا يرى المحللان أن من مصلحة أي قطر مغاربي الخروج عن كيان الاتحاد المغاربي وتشكيل كيان ثاني لان ذلك سيخلق قطيعة بين دول شمال أفريقيا وقد يدفع بتازيم العلاقات بينهم.