آسياأخبار العالمأمريكا

اتفاق أميركي صيني يعيد تدفق المعادن النادرة ويهدّئ الحرب التجارية تدريجياً

توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق جديد يُسرّع استئناف شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى الأسواق الأميركية، في خطوة مفصلية ضمن جهود متبادلة لاحتواء تداعيات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وكشف مسؤول في البيت الأبيض أن الجانبين توصلا إلى “تفاهم إضافي” لتنفيذ اتفاق جنيف الذي أُبرم الشهر الماضي، بما يسمح بتسريع تصدير هذه المواد الحيوية مجدداً.

ويمثل هذا التفاهم انفراجة في مسار متوتر منذ أن فرضت بكين، رداً على رسوم جمركية أميركية، قيوداً صارمة على تصدير عناصر نادرة تُستخدم في الصناعات الدفاعية والإلكترونية والطاقة، ما تسبب في اضطرابات واسعة بسلاسل التوريد العالمية. وعلّقت الصين تراخيص تصديرها منذ أبريل الماضي، وأخضعت الشحنات لمراجعات صارمة بحجة الاستخدامات العسكرية الأميركية المحتملة.

وأكد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أن الصين ستبدأ فعلاً بتسليم عناصر أرضية نادرة، مما سيدفع واشنطن إلى إلغاء عدد من الإجراءات المضادة. وبدوره، قال الرئيس دونالد ترامب إن الاتفاق تم التوقيع عليه الأربعاء الماضي، مشيراً إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مماثل مع الهند في الفترة المقبلة.

ويعكس هذا الاتفاق تحولاً نسبياً في لهجة العلاقات التجارية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، حيث شهدت الأسابيع الماضية توتراً متزايداً بعد فرض ضوابط أميركية جديدة على تصدير برمجيات أشباه الموصلات والطائرات إلى الصين، مقابل تعليق بكين لصادرات المواد الخام الضرورية.

وخلال مفاوضات جنيف في مايو، تعهدت الصين بإزالة التدابير غير الجمركية التي استهدفت الشركات الأميركية، لكنها لم تُفصّل كيفية تنفيذ هذه الخطوة، ما أدى إلى تباطؤ التنفيذ. وتزامناً، منحت بكين تراخيص تصدير مؤقتة لثلاث شركات سيارات أميركية كبرى، بعد ظهور مؤشرات اضطراب في سلسلة التوريد.

وتتضمن الاتفاقات الجانبية أيضًا تسهيلات في قبول الطلاب الصينيين بالجامعات الأميركية، في مؤشر على بداية تخفيف القيود الثنائية في قطاعات متعددة.

ورغم هذا التقدم، لا يزال الطريق طويلاً أمام التوصل إلى اتفاق تجاري شامل، في ظل استمرار القيود التقنية والتجارية المتبادلة، وتباين المواقف بشأن قضايا استراتيجية أوسع مثل الأمن القومي والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق