الإعلان الأمريكي-الإسرائيلي-الإماراتي:بعيدا عن الترويج الإعلامي..للآخرين أيضا مواقفهم
أبو ظبي-الإمارات-14-8-2020
وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي،أنور قرقاش، ردود الفعل الإيجابية من العواصم الرئيسية على الإعلان الثلاثي(الأمريكي-الإماراتي -الإسرائيلي)بأنها “مشجعة”.
وبرر ذلك بأن الإعلان “عالج في تقدير هذه العواصم خطر ضم الأراضي الفلسطينية”.
لم يشر أحد في زحمة الضخ الإعلامي المشيد بهذا الإعلان، إلى صمود الشعب الفلسطيني وقوى الممانعة في المنطقة التي تصدت بالفعل لمحاولات الضم الإسرائيلية.
كما لم يذكر أحد أن توقيت هذا الإعلان حدده الرئيس الأمريكي لغاية انتخابية وهو الداعم الشرس للإحتلال الإسرائيلي،وليس قراره بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة- خلافا لقرارات الأمم المتحدة جميعها- بغائب عن الأذهان،علاوة على تشجيع قوات الإحتلال على ضم الجولان المحتل والدوس على الحقوق العربية.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن اتفق الرئيس ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي جرى أمس، على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين”إسرائيل” والإمارات العربية المتحدة.
وقال بيان مشترك للأطراف الثلاثة:”إن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانات كبيرة في المنطقة”.
وأضاف البيان أن وفوداً من دولة الإمارات و”إسرائيل” ستجتمع، خلال الأسابيع المقبلة، لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الإستثمار، والسياحة، والرحلات الجوية المباشرة، والأمن والإلاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة، وإنشاء سفارات متبادلة، وغيرها من المجالات”.
كما أوضح البيان أن بدء العلاقات الدبلوماسية السلمية سيجمع بين اثنتين من أقوى شركاء أميركا في المنطقة.
من الطبيعي جدا أن ترحب الدوائر السياسية الغربية وبخاصة الأمريكية وهي الراعية والداعمة للإحتلال الصهيوني بالإتفاق لتمرير ما سمي بـ”صفقة القرن” التي ترمي إلى جعل كيان الإحتلال “جسما طبيعيا” في المنطقة، إلا أن الصوت الذي يجب سماعه بالدرجة الأولى، والموقف الذي يجب أن يُعتدّ به هو ذلك النابع من الشعب الفسطيني الذي احتلت أرضه وشُرد في أصقاع الدنيا وعاني الويلات والقتل منذ اثنتين وسبعين سنة متتالية.
وجاء أول رد فلسطيني باستدعاء السلطة الفلسطينية سفيرها في أبو ظبي واصفة ما فعلته الإمارات بـ”الخيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضهما الإتفاق المعلن بين الإمارات “وإسرائيل” وهو الموقف الذي اتخذته كافة الأطياف الفلسطينية.
وشدد عباس في اتصال هاتفي مع هنية أن كل مكونات الشعب الفلسطيني تقف صفا واحدا في رفض التطبيع أو الإعتراف بالإحتلال على حساب حقوقه، وأكدا أن الإتفاق غير مُلزم ولن يُحترم.
كما أكدا أنه “من غير المسموح لأي كان أن يجعل من فلسطين وقدسها وأقصاها وشهدائها وعذابات أبنائها جسرا للتطبيع مع العدو”، واتفقا على “استمرار التواصل الدائم، وتعزيز التنسيق المشترك داخل الساحة الوطنية الفلسطينية لمواجهة تطورات هذا الموقف”.
ونددت كل من إيران وتركيا بالإتفاق الإماراتي الإسرائيلي، إذ صرح أمير عبد اللهيان مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية بأن التطبيع الإماراتي مع إسرائيل “لا يحافظ على السلام بل يخدم جرائم إسرائيل”.
وأضاف في تغريدة له على تويتر أن الإمارات “ترتكب خطأ إستراتيجيا بتطبيعها مع إسرائيل، وأن تداعياته ستكون سيئة عليها، وسلوك أبو ظبي لا مبرر له وهو بمثابة تخل عن القضية الفلسطينية”.
وتعليقا على الإتفاق، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: إن “التاريخ سيكتب أن من خانوا الشعب الفلسطيني وقضيته هم الخاسرون”.