إسقاط نظام مادورو:تحشيد عسكري أميركي وحرب نفسية…

قسم الأخبار الدولية 24/11/2025
بدأت الحملة ضد السلطة في فنزويلا حين أصدر ترامب أمراً تنفيذياً يقضي باستخدام الجيش لـ” مكافحة المخدرات ” في أميركا اللاتينية، واتهام مادورو، بدعم ” المخدرات “، وسط محاصرة فنزويلا عسكرياً وسياسياً، ولا سيمّا من خلال الحشد العسكري في جزر بورتو ريكو (الخاضعة للسيادة الأميركية) في الكاريبي، والمناورات في ترينيداد وتوباغو الحليفة شرق فنزويلا، مقابل تهديد ضمني لكولومبيا غرباً، التي اتهم رئيسها غوستافو بيترو وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في تصريحات صحافية أول من أمس السبت، بالتخطيط سراً لإيداعه السجن، وبالتعاون مع المعارضة الكولومبية. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي استبعدت الولايات المتحدة كولومبيا من قائمة “الدول المُعتمَدة” الحليفة في مكافحة المخدرات، بعد أن اعتبرتها فاشلة في هذا المجال. وفي الشهر نفسه بدأ الجيش الأميركي يحشد قواته في منطقة البحر الكاريبي، وشنّ منذ ذلك الحين ما مجموعه 21 غارة على سفن ادّعى أنها محملة بالمخدرات، ما أسفر عن مقتل 83 شخصاً.
وتستخدم واشنطن أساليب ضغط متنوعة في مسار الوصول إلى تحقيق هدف إسقاط مادورو. من بين هذه الأساليب، الحرب النفسية، وما يمكن تسميته بإثارة القلاقل الداخلية عبر ترويج بعض وسائل الإعلام للمعارضة الفنزويلية. وقد كان للخطوات الأميركية أثرٌ على هذه المعارضة، خصوصاً أن زعيمتها، ماريا ماتشادو
ماتشودو المؤيدة لترامب أعلنت أنها تهدي جائزة نوبل التي حازت عليها العام الحالي لترامب)، قالت في فيديو مصور الأسبوع الماضي، إن بلادها تقف “على أعتاب عهد جديد” من دون مادورو، وأضافت ماتشادو المتوارية عن الأنظار منذ طعنها في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أن “إساءة استخدام السلطة من النظام توشك على نهايتها”، متعهدة بإجراء انتخابات “آمنة ومن دون تلاعب” في مرحلة ما بعد مادورو.
ووسط تعزيز عسكري أميركي واسع النطاق في المنطقة ومناورات بالذخيرة الحية، تناقش إدارة ترامب استخدام الحرب النفسية ضد كاراكاس، بما يشمل، وفق وسائل إعلام أميركية، إلقاء منشورات على كاراكاس تحتوي على معلومات بشأن مكافأة قدرها 50 مليون دولار للمساعدة في اعتقال مادورو وإدانته، فالولايات المتحدة واحدة من دول عدّة لا تعترف بمادورو رئيساً. مع العلم أن وزيرة العدل الأميركية بام بوندي، كانت قد أعلنت عن هذه المكافأة، في أغسطس الماضي، بعد أن رصدت إدارة ترامب الأولى في عام 2020 مكافأة أولية قدرها 15 مليون دولار لاعتقال مادورو في إطار قضية تهريب مخدرات، قبل رفعها لاحقاً إلى 25 مليون دولار.
كما تبرز في الآونة الأخيرة مساعٍ لأنصار ترامب من أجل إحياء نظرية مؤامرة “سرقة انتخابات 2020” التي خسرها أمام جو بايدن، وسط تركيز على دور مزعوم لفنزويلا، من دون استبعاد أن يقوّي ذلك أيضاً مبرّرات إدارة ترامب في حال قررت التحرك العسكري ضد فنزويلا، إلى جانب إسقاط مادورو. وفي السياق كشفت صحيفة ذا غارديان البريطانية، يوم الجمعة الماضي، أن محققين فيدراليين أميركيين يجرون مقابلات مع أشخاص عدّة يطرحون ادعاءات لا أساس لها بأن فنزويلا ساعدت في سرقة انتخابات 2020 من ترامب، موضحة أن اثنين من مؤيدي نظرية المؤامرة أخطرا مراراً المدعي العام الأميركي لمنطقة بورتو ريكو، جنوب شرقي ولاية فلوريدا، دبليو ستيفن مولدرو، بهذا الادعاء. كذلك أجريت تحقيقات مع أشخاص يدفعون بهذه النظرية نفسها في تامبا بفلوريدا، بما يشمل النظر في عمليات فنزويلا لتهريب المخدرات وغسل الأموال. بالمقابل رفض مكتب المدعي العام في تامبا وكذلك مولدرو التعليق.



