أخبار العالمالشرق الأوسط

إسرائيل تضع خطة لتهجير سكان غزة وسط ضغوط دولية وتحذيرات قانونية

تصاعدت الجدل حول مستقبل سكان قطاع غزة بعد أن أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجيش بوضع خطة تتيح خروج الفلسطينيين من القطاع، في خطوة أثارت موجة من ردود الفعل الدولية، وسط تحذيرات قانونية من أن تهجير السكان بالقوة قد يرقى إلى جريمة حرب.

تخطيط إسرائيلي لتهجير سكان غزة

بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تأتي أوامر كاتس في سياق تصاعد النقاش داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية حول مستقبل غزة بعد العمليات العسكرية الأخيرة. وتتماشى هذه التوجهات مع تصريحات لمسؤولين إسرائيليين سابقين تحدثوا عن ضرورة إيجاد “حل ديموغرافي” للصراع في القطاع، وذلك عبر تشجيع أو إجبار السكان على مغادرة غزة إلى دول أخرى.

وتشير مصادر إلى أن الخطط الإسرائيلية قد تشمل تسهيلات لخروج المدنيين عبر معبر رفح إلى مصر، أو من خلال موانئ بحرية نحو دول ثالثة، في ظل مساعٍ دبلوماسية إسرائيلية لإقناع دول مثل مصر والأردن بقبول أعداد من النازحين الفلسطينيين، وهو ما قوبل برفض رسمي حتى الآن.

دعم أميركي لمخطط “إعادة التوطين”

تزامن الإعلان عن الخطة الإسرائيلية مع تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي قال إن واشنطن تخطط لـ”إعادة توطين” سكان غزة في مصر والأردن، وإعادة بناء القطاع وفق نموذج “ريفييرا”، مع وضع الأراضي المحتلة تحت “ملكية” أميركية.

وتأتي تصريحات ترامب رغم أن القانون الدولي يحظر ترحيل السكان بالقوة أو إجبارهم على مغادرة أراضيهم، وفقاً لمعاهدات مثل اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر التهجير القسري للسكان في ظل الاحتلال. كما أن فكرة السيطرة الأميركية على غزة تثير تساؤلات حول طبيعة أي تسوية سياسية مستقبلية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تحذيرات دولية من التهجير القسري

واجهت الخطط الإسرائيلية والأميركية انتقادات حادة من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، التي أكدت أن أي محاولة لفرض تهجير جماعي على الفلسطينيين ستكون انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. ووفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإن التهجير القسري في سياق النزاعات المسلحة قد يرقى إلى جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأعربت مصر والأردن عن رفضهما القاطع لأي خطط لإعادة توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، مشددين على ضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية. كما أكد مسؤولون فلسطينيون أن محاولات إسرائيل دفع سكان غزة إلى الهجرة تهدف إلى “إفراغ القطاع من سكانه وتحويله إلى منطقة عازلة”.

مستقبل غزة في ظل التصعيد الإسرائيلي

يأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه غزة واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات. وتثير خطط التهجير الإسرائيلية تساؤلات حول ما إذا كانت تهدف إلى إعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة، في ظل غياب أي أفق سياسي واضح لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي ظل تصاعد الانتقادات الدولية، يواجه الاحتلال معضلة حقيقية في تنفيذ خططه، إذ إن التهجير القسري سيؤدي إلى عزلة دبلوماسية متزايدة لإسرائيل، وقد يدفع جهات دولية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بحقها، بما في ذلك فرض عقوبات أو تصعيد الجهود لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق