أخبار العالمأوروبا

إسبانيا ترفض مخطط كاتس لتهجير الفلسطينيين وترامب يعيد طرح “ريفييرا الشرق الأوسط”

رفضت الحكومة الإسبانية بشكل قاطع اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة واستقبالهم في إسبانيا، مؤكدة على ضرورة بقاء سكان القطاع في أراضيهم ضمن أي تسوية سياسية مستقبلية. وجاء هذا الموقف على لسان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الذي شدد في مقابلة إذاعية على أن “أرض سكان غزة هي غزة، ويجب أن تكون جزءاً من الدولة الفلسطينية مستقبلاً”.

موقف إسباني حاسم ضد الطرح الإسرائيلي

أكد ألباريس أن “لا أحد يملك الحق في تقرير مصير الفلسطينيين أو اقتراح وجهات بديلة لهم”، مضيفاً أن المجتمع الدولي، بما في ذلك إسبانيا ونحو 150 دولة تعترف بدولة فلسطين، يعتبر غزة جزءاً من كيان فلسطيني مستقل مستقبلاً. وجاء هذا الرد بعدما زعم كاتس أن الدول التي اعترفت بفلسطين، مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، ملزمة قانونياً باستقبال فلسطينيي غزة إذا تم تهجيرهم.

وكان كاتس قد أمر الجيش الإسرائيلي بوضع خطة لـ”الخروج الطوعي” لسكان غزة، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، في خطوة تعكس توجهات إسرائيلية متزايدة لفرض تغيير ديموغرافي في القطاع تحت غطاء الحرب والدمار المستمر.

ترامب يعيد طرح التهجير: السيطرة على غزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”

في تصعيد مفاجئ، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن خطة أميركية للسيطرة على غزة، وإعادة توطين سكانها في أماكن أخرى، وتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهو الطرح الذي يتقاطع مع خطط إسرائيلية سابقة لإفراغ القطاع من سكانه.

وبدأ ترامب منذ 25 يناير بالترويج لمخطط ترحيل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضته القاهرة وعمان بشدة، كما انضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية، معتبرة أن هذه الخطة تشكل سابقة خطيرة في تصفية القضية الفلسطينية.

اتفاق هش لوقف إطلاق النار وسط إبادة جماعية في غزة

يأتي هذا الجدل في وقت يمر فيه قطاع غزة بمرحلة هشة من الهدنة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني، وشمل تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل على ثلاث مراحل بوساطة مصرية وقطرية ودعم أميركي. غير أن هذا الاتفاق لم يوقف العدوان الإسرائيلي بالكامل، حيث تستمر العمليات العسكرية بشكل متقطع، وسط أوضاع إنسانية كارثية.

وخلال الفترة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، ارتكبت إسرائيل مجازر دموية في غزة بدعم أميركي، أسفرت عن أكثر من 159 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 14 ألف مفقود، مما جعلها إحدى أكثر الفصول دموية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

بين التهجير والتصعيد.. مستقبل غزة على المحك

في ظل هذه التطورات، يتعزز القلق من أن مخططات تهجير الفلسطينيين قد تكون جزءاً من ترتيبات إقليمية غير معلنة، خصوصاً مع محاولات إسرائيل فرض واقع جديد على الأرض، مدعومة بغطاء أميركي غير مسبوق. ومع استمرار الرفض العربي والدولي لهذه السيناريوهات، يبقى السؤال قائماً: هل يتمكن الفلسطينيون من إفشال هذه المخططات، أم أن التطورات العسكرية والسياسية ستدفع المنطقة نحو مسارات غير متوقعة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق