إردوغان يسعى لعقد صفقات عسكرية وتجارية كبرى مع واشنطن تشمل مقاتلات إف-35 ومئات الطائرات الأميركية

قسم الأخبار الدولية 23/09/2025
تحرك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نحو إبرام صفقات عسكرية وتجارية واسعة مع الولايات المتحدة، تشمل شراء مئات الطائرات من شركتي «بوينغ» و«لوكهيد مارتن»، في خطوة قد تعيد رسم ملامح التعاون الدفاعي بين البلدين بعد سنوات من التوتر.
ووفق ما نقلته وكالة «بلومبرغ» عن مصادر مطلعة، فإن إردوغان يخطط لإدخال مكونات إنتاج هذه الطائرات إلى داخل تركيا، بما يقلّص الأثر المالي للصفقات الضخمة التي قد تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار، ويمنح الصناعات الدفاعية التركية دفعة إضافية.
التوجه التركي يأتي قبيل لقاء مرتقب بين إردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الخميس المقبل، حيث يُنتظر أن يحتل ملف المقاتلات «إف-35» صدارة المباحثات، بعد أن كانت تركيا قد أُقصيت من برنامج إنتاجها عام 2019 إثر شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس-400». وقال إردوغان في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية إنه يتوقع التوصل إلى تفاهم بشأن هذه المقاتلات خلال محادثاته مع ترمب.
ويشير مراقبون إلى أن رغبة أنقرة في العودة إلى برنامج «إف-35» تمثل محاولة لإعادة التوازن في علاقاتها الدفاعية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، خصوصاً بعد التقارب العسكري بين أنقرة وموسكو في السنوات الأخيرة. كما يرى محللون أن إدخال الشركات التركية في إنتاج أجزاء من الطائرات الأميركية يعكس طموح أنقرة لتوطين الصناعات الدفاعية وتقليص اعتمادها على الخارج.
وتأتي هذه التحركات في وقت يسعى فيه البلدان إلى تعزيز التعاون الاقتصادي أيضاً، حيث أعلن ترمب الأسبوع الماضي أن واشنطن وأنقرة بصدد مناقشة «صفقات تجارية وعسكرية كبيرة». ويُتوقع أن تكون المفاوضات حول حجم الطلبيات، وآليات نقل التكنولوجيا، ودور الشركات التركية في سلاسل التوريد الأميركية، من أبرز الملفات على طاولة الزعيمين.
ويؤكد خبراء أن نجاح هذه المباحثات سيعتمد على قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات السابقة، خصوصاً ما يتعلق بالملف السوري وصفقات التسليح الروسية. لكنهم يشيرون أيضاً إلى أن السياق الدولي الحالي، بما فيه الحرب في أوكرانيا والضغوط على الصناعات الدفاعية الغربية، يمنح أنقرة موقعاً تفاوضياً أقوى.