إردوغان: سنقف إلى جانب أشقائنا اللبنانيين وسندعمهم بكل الوسائل الممكنة
قسم الأخبار الدولية 01/10/2024
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده ستقف إلى جانب لبنان في ظل الأزمات التي يمر بها، مؤكدًا استعداد تركيا لتقديم كل أشكال الدعم الممكنة للشعب اللبناني. جاءت تصريحات إردوغان في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحفي، حيث أشار إلى أن لبنان يمر بمرحلة حرجة على الصعيدين السياسي والأمني، ويحتاج إلى تضامن إقليمي ودولي للخروج من أزماته.
وقال الرئيس التركي: “سنقف إلى جانب أشقائنا اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة وسنقدم لهم كل ما في وسعنا من دعم اقتصادي وإنساني”، مؤكدًا أن تركيا تراقب عن كثب ما يجري في لبنان وتعمل على توسيع نطاق المساعدات الإنسانية والاقتصادية التي تقدمها للبنانيين، خاصة في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.
ولم يحدد إردوغان تفاصيل هذه المساعدات، إلا أنه أشار إلى أن بلاده على استعداد للتعاون مع المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لدعم لبنان في تخطي محنه. وأضاف أن تركيا، التي تملك تاريخًا طويلًا من العلاقات الوثيقة مع لبنان، ستواصل لعب دور فعّال في دعم استقراره.
يعيش لبنان حالة من الأزمات المركبة، التي تشمل أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار العملة المحلية وتفشي الفقر. إلى جانب الأزمة الاقتصادية، يشهد البلد تصاعدًا في التوترات السياسية والاضطرابات الأمنية، خاصة مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحزب الله. وقد أثرت هذه التوترات بشكل كبير على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، حيث بات الكثير من اللبنانيين يعيشون في ظروف صعبة ويعتمدون بشكل متزايد على المساعدات الخارجية.
ويُذكر أنّ الأزمة في لبنان تطورت على عدة مستويات منذ انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، وهو الحدث الذي عمّق المشاكل الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد. منذ ذلك الحين، فشلت الحكومات المتعاقبة في تحقيق الاستقرار أو إجراء إصلاحات حقيقية، مما زاد من تعقيد الوضع.
التحركات التركية في المنطقة
لعبت تركيا دورًا متزايدًا في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، حيث توسعت في تقديم المساعدات الإنسانية والدعم الدبلوماسي للدول التي تعاني من أزمات. في لبنان، ساهمت تركيا في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الانفجار، كما قدّمت دعمًا إنسانيًا على مستوى الصحة والتعليم.
هذه التصريحات تأتي في سياق رؤية إردوغان لتعزيز النفوذ التركي في المنطقة، حيث تسعى أنقرة إلى تكثيف علاقاتها مع الدول العربية والشرق الأوسطية، بما في ذلك لبنان، في إطار سياسة خارجية توسعية تهدف إلى تعزيز دور تركيا كلاعب إقليمي رئيسي.
وقد لقت تصريحات إردوغان ترحيبًا واسعًا في الأوساط اللبنانية، خاصة في ظل حاجة لبنان الملحة للمساعدات الدولية. العديد من المحللين يرون أن تركيا قد تستغل هذا الدور لتعزيز علاقاتها مع لبنان، وتوسيع نطاق نفوذها السياسي والاقتصادي في البلد. من جهة أخرى، قد يثير هذا الدعم التركي بعض التوترات مع دول أخرى لها مصالح متشابكة في لبنان، مثل إيران وفرنسا.