الأمم المتحدة تحذر من تحول الساحل الأفريقي إلى بؤرة دائمة للإرهاب وسط أزمة إنسانية خانقة

قسم الأخبار الدولية 08/08/2025
حذر كبار مسؤولي الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن من التصاعد المقلق للأنشطة الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، مؤكدين أن الوضع الأمني المنهار يفاقم أزمة إنسانية غير مسبوقة، تدفع النساء والفتيات ثمنها الأكبر في واحدة من أفقر مناطق العالم.
وأوضح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مكتب المنظمة في غرب أفريقيا والساحل، ليوناردو سانتوس سيماو، أن الهجمات باتت أكثر تعقيداً بفضل استخدام الطائرات المسيّرة، والاتصالات المشفرة، وشراكات مع شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود. وكشف أن الفترة بين أبريل ويوليو 2025 شهدت أكثر من 400 هجوم في مالي وبوركينا فاسو والنيجر أودت بحياة 2870 شخصاً، فيما لم يتجاوز تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للمنطقة 14% من احتياجاتها.
من جانبها، وصفت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحّوث، الساحل بأنه أكثر مناطق العالم تضرراً من الإرهاب، مشيرة إلى أن أكثر من مليون فتاة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو خارج المدارس، و60% منهن لم يلتحقن بالتعليم مطلقاً، مما يزيد نسب زواج القاصرات. وأضافت أن النزاعات والجفاف يضطران النساء لقطع مسافات طويلة لجلب المياه والحطب، وسط ارتفاع معدلات العنف الجنسي.
بدورها، دعت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا إلى تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين دول الساحل وجيرانها في خليج غينيا، وحثت على دور وساطة أممي لتقريب المواقف بين “تحالف دول الساحل” و”إيكواس”، محذرة من تداعيات الحرب في السودان على استقرار المنطقة.
ويؤكد مراقبون أن تمدد جماعات مثل “نصرة الإسلام والمسلمين” و”داعش” و”بوكو حرام” يغيّر طبيعة الصراع نحو حرب عابرة للحدود، مهدداً بانهيار التعليم والصحة، ومع ضعف الاستجابة الإنسانية، يخشى أن يتحول الساحل إلى منطقة منكوبة دائمة ما لم تُبْنَ جبهة إقليمية توائم بين الأمن والتنمية.