ترامب يسحب الدعم من مشاريع الطاقة بأفريقيا…أي دلالات؟

فاتن جباري قسم البحوث والعلاقات الدولية 28/02/2025
تقديم :
قررت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب إنهاء مبادرة “باور أفريكا” (Power Africa)، التي كانت تهدف إلى تحسين إمدادات الكهرباء في أفريقيا. وأدى هذا القرار إلى ردود فعل متباينة، خاصة من قبل الحكومات الأفريقية والشركات الدولية المستثمرة في مشاريع البنية التحتية للطاقة بالقارة في قرار أثار جدلًا واسعا.
– إعادة توجيه أولويات الإنفاق الأميركي
بحسب تقرير نشرته بلومبيرغ، جاء قرار ترامب ضمن إستراتيجية لإعادة توجيه أولويات الإنفاق الأميركي، حيث رأى أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بتمويل مشاريع تنموية خارجية على حساب القضايا الداخلية.ويتماشى هذا النهج مع سياسة “أميركا أولا”، التي ركزت على تقليص التدخلات الخارجية وخفض النفقات الحكومية على المشاريع الدولية.
وأفادت مصادر داخل الإدارة الأميركية بأن بعض المسؤولين اعتبروا أن المبادرة لم تحقق نتائجها المرجوة بالسرعة الكافية، بسبب عقبات بيروقراطية وتحديات سياسية في بعض الدول الأفريقية.من ناحية أخرى إنهاء المبادرة قد يكون جزءا من إعادة هيكلة العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأفريقيا، حيث تسعى واشنطن إلى التركيز على اتفاقيات تجارية أكثر ربحية بدلا من تقديم مساعدات أو دعم مشاريع تنموية طويلة الأمد.
– تحديات تمويلية كبيرة على إفريقيا وخيارات بديلة
مع انتهاء المبادرة، يُتوقع أن تواجه مشاريع البنية التحتية تحديات تمويلية كبيرة، خاصة في الدول التي كانت تعتمد على هذه الشراكة لتنفيذ خططها الطاقوية. إلا ان خيايرات بديلة قد تبؤز في الأفق ومنها :
- تعزيز النفوذ الصيني في القارة
على مدى العقدين الماضيين، وسّعت الصين استثماراتها في أفريقيا، خصوصا في مشاريع البنية التحتية والطاقة. ومع انسحاب الولايات المتحدة من المبادرة، يرى الخبراء أن بكين قد تستغل هذه الفرصة لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي، من خلال تقديم بدائل تمويلية أكثر جاذبية للدول الأفريقية.
- مصادر أخرى لتمويل الشركات الأفريقية الناشئة في قطاع الطاقة
كانت المبادرة تركز على دعم الشركات الأفريقية الناشئة في مجال الطاقة النظيفة، من خلال تمويل مشاريع مبتكرة لتوفير الكهرباء في المناطق الريفية. ومع إنهاء المبادرة، قد تتجه هذه الشركات إلى البحث عن شركاء مستثمرين جدد في جذب الاستثمارات الأجنبية، وهذا قد يُحد من نمو قطاع الطاقة المتجددة في أفريقيا.
خلاصة
من الناحية الجيوسياسية، قد يُنظر إلى إنهاء المبادرة على أنه تراجع في التزام واشنطن تجاه التنمية في أفريقيا، وهذا قد يؤثر على علاقاتها مع دول القارة.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن إدارة ترامب قد تحاول إعادة النظر في بعض هذه السياسات، خاصة في ظل المنافسة المحتدمة مع الصين وروسيا على النفوذ في أفريقيا. ومع ذلك، فإن أي استئناف للدعم الأميركي قد يتطلب إعادة صياغة سياسات أكثر توافقا مع المصالح الاقتصادية لواشنطن في حين تتاح الفرصة أمام هذه الدول الإفريقية للتخلص من النفوذ الأمريكي بحثا عن شراكات أخرى أكثر أمانا لسياساتها.