قسم البجوث والدراسات الأستراتجية الأمنية والعسكرية 10-09-2025

ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز في مقال نُشر بتاريخ 9 سبتمبر 2025، أن أوكرانيا تشهد تباطؤًا مُقلقًا في تسليم أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ، وذلك عقب مراجعة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية لإعادة هيكلة أولويات المساعدة.

ويتزامن هذا التطور مع تكثيف الهجمات الجوية الروسية، مما يضع القوات الأوكرانية تحت ضغط متزايد. ويسلّط هذا الضوء على كيفية تأثير توفر أصول الدفاع الجوي الأساسية بشكل مباشر على المرونة التكتيكية والاستقرار الاستراتيجي في الحرب الدائرة.

في ظلّ استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بات الدفاع الجوي حجر الزاوية في استراتيجية كييف لحماية المدن والبنية التحتية من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة.

ويعتمد النظام الأوكراني على مزيج متعدد الطبقات من الأنظمة الغربية، التي أثبتت فعاليتها في صدّ التهديدات المعقدة، لكنه يواجه تحديات متزايدة بسبب تباطؤ الإمدادات.

الطبقة الاستراتيجية: منظومة Patriot الأمريكية

المصنّع: رايثيون ولوكهيد مارتن.

الرادار: AN/MPQ-65 أو النسخة المحسّنة AN/MPQ-65A.

المدى: 60 كم ضد الصواريخ الباليستية، و160 كم ضد الطائرات.

الفعالية: نجحت في اعتراض صواريخ إسكندر وKh-47M2 Kinzhal، مما وفر حماية استراتيجية للمدن الكبرى.

الطبقة المتوسطة: منظومة NASAMS النرويجية-الأمريكية

المصنّع: كونغسبيرغ للدفاع ورايثيون.

الصاروخ المستخدم: AIM-120 AMRAAM.

المدى: يصل إلى 40 كم حسب الطراز.

الميزات: مرونة في الانتشار، تكوين معياري، فعالية عالية في حماية كييف من الهجمات الجوية المتكررة.

الطبقة التكتيكية: منظومة Stinger المحمولة

النوع: MANPADS – صواريخ تطلق من الكتف.

المدى: 4.8 كم، وارتفاع اشتباك 3.8 كم.

الفعالية: توفر حماية قريبة لوحدات المشاة ضد الطائرات والمروحيات والطائرات المسيّرة منخفضة الارتفاع.

التحديات اللوجستية والضغط العملياتي

نقص الصواريخ الاعتراضية: بسبب التحول في آلية التسليم ضمن مبادرة USAI حيث تشحن الصواريخ من الشركات المصنعة بدلاً من المخزونات الأمريكية.

ترشيد الاستخدام: يُجبر المشغلون على استهداف التهديدات الكبرى فقط، مما يترك ثغرات أمام الطائرات المسيرة والهجمات الأقل خطورة.

الضغط على القيادة والتحكم: إعادة توزيع الموارد المحدودة يقلل من المرونة التشغيلية ويزيد من تعقيد إدارة الدفاع الجوي.

الموقف الدولي والتحول الاستراتيجي

البنتاغون: يسعى لموازنة الدعم لأوكرانيا مع الحفاظ على جاهزية المخزونات الأمريكية، خاصة في ظلّ التوترات مع الصين.

الشركاء الأوروبيون: يحاولون سدّ الفجوة، لكن مساهماتهم لا تزال غير كافية.

النقاش داخل الناتو: يدور حول تقاسم الأعباء واستدامة الدعم طويل الأمد.

يمثل الدفاع الجوي الأوكراني نموذجًا عمليًا لفهم تكامل الأنظمة العسكرية متعددة الطبقات وأثر اللوجستيات على الفعالية القتالية.

ومن منظور تربوي، يمكن استخدام هذا النموذج في دراسة هندسة الأنظمة، إدارة الموارد الدفاعية واستراتيجيات الردع. أما مهنيًا، فهو يُعد مرجعًا مهمًا لصناع القرار العسكري، ومادة تحليلية غنية للباحثين في الأمن الدولي.