أوروبا تواجه تحديات جيوسياسية وعسكرية في احتمال تصعيد مع روسيا

قسم الأخبار الدولية 01/12/2025
يعيش الاتحاد الأوروبي مخاوف متصاعدة من التهميش الجيوسياسي في القرن الحالي، وسط غياب الجهوزية العسكرية والبنية التحتية اللوجستية المناسبة لمواجهة أي تصعيد محتمل مع روسيا. وتواجه الدول الأوروبية تحديات كبيرة ناجمة عن تعدد السياسات الخارجية، الاختلاف في تعريف الأمن القومي، التباينات الديموغرافية والجغرافية، فضلاً عن الإرث التاريخي والثقافي المتنوع.
وحذّر جوزف بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، منذ توليه منصبه عام 2019، من مخاطر عدة تشمل: احتمال الهجوم الروسي على أوكرانيا، تصاعد العنف في الشرق الأوسط، تدفقات الهجرة غير الشرعية، والخلافات التجارية مع الصين وأميركا. وأكد بوريل ضرورة أن تتعلم أوروبا “التحدث بلغة القوة”، بينما أشار المستشار الألماني فريدريك ميرتس إلى أن السنوات المقبلة ستحدد ما إذا كانت أوروبا ستظل قوة اقتصادية مستقلة أم ستصبح تابعاً لمراكز النفوذ الأميركية والآسيوية.
جهود الاستعداد العسكري الأوروبي
تواجه ألمانيا تحديات لوجستية ضخمة، إذ سيصبح بلدها الممر الأساسي لتحرك قوات حلف الناتو باتجاه الجبهة الشرقية، التي قد تضم نحو 800 ألف جندي. ويشير تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن البنية التحتية الألمانية، بما في ذلك الطرق والمرافئ والجسور، تحتاج إلى تطوير عاجل لضمان جهوزية التحركات العسكرية، مع تكاليف ووقت غير محدد لإنجازها بالكامل.
في المقابل، تعتمد فرنسا على تعزيز قدراتها البشرية من خلال برامج خدمة عسكرية تطوعية للشباب بين 18 و25 سنة، بدءاً من 2026، مع خطط لزيادة العدد تدريجياً حتى عام 2035، مع فترة تدريب وعمل داخل وحدات عسكرية وطنية. أما ألمانيا فتدرس إعادة التجنيد الإلزامي بنماذج مختلطة، تشمل الخدمة العسكرية الانتقائية أو المدنيّة-العسكرية على غرار النماذج الاسكندنافية.
تطلعات الدفاع الأوروبية المستقبلية
يستعد كل من فرنسا وألمانيا لمواجهة السيناريو الأسوأ مع روسيا، إذ يشير بعض الاستراتيجيين إلى احتمال صدام مباشر نحو عام 2030. ويقترح الخبراء إنشاء منظومة دفاعية متعددة الطبقات تمتد من شرق أوروبا وصولاً إلى غربها، مع مظلة نووية أوروبية، لتعويض ضعف التكامل الدفاعي الحالي بين الدول الأوروبية.
رغم كل هذه التحضيرات، يطرح السؤال: هل التهديد الروسي لأوروبا مضخّم أم حقيقي؟ فروسيا، رغم الخسائر البشرية والضغوط الاقتصادية، تمتلك قاعدة صناعية عسكرية متجددة وتجربة قتالية متراكمة، ما يجعلها قوة يمكنها التحرك بكفاءة إذا توقف النزاع في أوكرانيا، بينما لا تزال أوروبا تواجه تحديات كبيرة لضمان جهوزيتها الكاملة.



