أخبار العالمالشرق الأوسط

جريمة اغتيال العاروري تصعيد خطير في صراع الشرق الأوسط

تونس 03-01-2024

ذكرت صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية أن نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “حماس” صالح العاروري، الذي اغتيل يوم أمس الثلاثاء 02 جانفي 2024 في بيروت، تم استهدافه بصاروخ مباشر عند ركوبه السيارة.

وقالت معلومات للصحيفة إن العاروري وعند خروجه من مكان الاجتماع في بناية على اوتوستراد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وركوبه السيارة، استهدفته مسيّرة إسرائيلية بصاروخ مباشر، كما استهدفت المكتب الذي غادره بصاروخ أو صاروخين.

قادة ومسؤولون إسرائيليون، إضافةً إلى وسائل إعلامٍ إسرائيلية، قاموا بحملة تهديد استهدفت بشكلٍ مباشر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وطالبت باغتياله، باعتباره “خطراً استراتيجياً” على كيان الاحتلال.

ارتقى الشيخ صالح العاروري، مساء أمس الثلاثاء 02 جانفي 2024، شهيداً من جرّاء عدوانٍ إسرائيلي استهدفه في الضاحية الجنوبية لبيروت رفقة عددٍ من قادة كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، وكوادر في الحركة.

ركزت أغلب الصحف والتلفزات ووسائل الإعلام البارحة على جريمة تصعيد جديدة يقوم بها كيان الإحتلال الصهيوني الهمجي وهي عملية الإعتيال للشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” جنوبي العاصمة بيروت.

وكتبت صحيفة “بوليتيكو” أن استهداف العاروري “يمثل تصعيدا خطيرا في الصراع القائم في الشرق الأوسط”، وذكّرت بتصريحات سابقة للأمين العام لـحزب الله اللبناني حسن نصر الله قالت الذي توعد فيها بالرد على أي عملية استهداف تنفذها إسرائيل ضد أي مسؤول فلسطيني في لبنان.

ورأى الوزير البريطاني السابق “بيتر هاين” في مقال له نشرته صحيفة “الغارديان”- أن إسرائيل “لن تتمكن من تدمير حماس حتى لو دمرت غزة بأكملها”، داعيا إلى ضرورة إشراك حماس في حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

وجاء في مقال هاين أن الغرب متواطئ في ما سماه الفشل الذريع في غزة، ويحذر من أن الفجوة بين العواصم الغربية والجنوب العالمي تتسع، وأن ثمن ذلك سيكون باهظا.

وسلط تقرير في “فايننشال تايمز” الضوء على حجم الدمار في قطاع غزة، متسائلا عن الواقع الذي سيتعين على سكان القطاع التعامل معه في اليوم التالي للحرب، ليعلق بالقول إن “سكان غزة تعودوا على الخروج من بين الأنقاض إلى الحياة من جديد”.

أما “وول ستريت جورنال” فركزت على الانقسام الداخلي في إسرائيل، وكتبت أن إسرائيل ما زالت منقسمة على الرغم من إظهار الوحدة خلال الحرب.

ومن جهتها، تطرقت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية إلى تطورات الحر ب في قطاع غزة، وكتبت أن “سحب جزء من القوات الإسرائيلية يدل على أن إسرائيل بحاجة لتقييم إستراتيجيتها في غزة والنظر في مدى قدرتها على مواجهة خطر خروج الوضع في غزة عن السيطرة”.

 بالإضافة إلى “تقييم الخسائر والتكاليف الاقتصادية والعسكرية لهدفها المتمثل في بسط السيطرة الكاملة على غزة، كل هذا في ظل الضغوط المتزايدة للرأي العام الدولي”.

وكانت حركة حماس أعلنت مساء أمس الثلاثاء أن العاروري اغتيل في هجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف مبنى يضم مكتبا للحركة في بيروت، وقالت إن اثنين من قادة جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام استشهدا أيضا في الهجوم.

“قادة المقاومة جزء من الشعب الفلسطيني، وهم لا يتباينون عن كل أبناء الشعب، دماؤنا وأرواحنا ليست أغلى ولا أعز من أي شهيد”. كان هذا حديث نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد، الشيخ صالح العاروري، في حوارٍ خاص بالميادين أُجري معه يوم 25 أغسطس 2023.

جاء حديث العاروري رداً على تزايد طرح اسمه مِن قِبل المسؤوليين الإسرائيليين وفي وسائل إعلام الاحتلال آنذاك، إذ شنّ الإعلام الإسرائيلي حملة تحريضٍ خلال الأشهر الماضية على استهداف العاروري، محملاً إياه مسؤولية تحريك المقاومة في الضفة الغربية وإشعالها، وواصفاً إياه بـ”مهندس وحدة الساحات” و”الرجل الاستراتيجي”.

وضمن موجة التهديد الإسرائيلي الذي استهدف شخص الشهيد بشكلٍ مباشر، توعّد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، باغتيال العاروري، ليردّ الأخير في حينها، في حديثه إلى الميادين، بأنّ التهديدات “لن تغيّر مساره قيد أنملة”.

وعقب تصريحات نتنياهو وتهديده باغتيال العاروري آنذاك، انتشرت صورة للشهيد مبتسماً ومرتدياً الزي العسكري وأمامه بندقيته.

وفي إثر الحوار، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يدعم نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، وتطرّقت إلى التزام نصر الله بأنّ “أي اغتيالٍ على الأرض اللبنانية، يطال لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً أو سواهم، لا يمكن السكوت عنه”.

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنّ العاروري “هو العقل المدبر للعمليات في الضفة الغربية”، مذكّرةً بحديثٍ نصر الله أكّد فيه أنّ الشعب الفلسطيني ومقاومته هم من يقومون بالعمليات ضد الاحتلال في الضفة الغربية.

ووصفت الصحيفة العاروري بأنّه من “يمسك الخيوط في الضفة الغربية”، مُشيرةً إلى أنّه هدّد بأنّ “الاغتيالات يمكن أن تؤدي إلى حربٍ إقليمية”.

وأشار تقرير “يديعوت أحرونوت” إلى أنّ المتقاعد إيتان دانغوت الذي كان السكرتير العسكري لثلاثة وزراء أمن إسرائيليين ظلّ يدعو إلى اغتيال العاروري طوال عدّة أعوام، قائلاً إنّه “أخطر وأهم شخص لدى حماس اليوم، فهو رجل مُميت، وهدفه قتل أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين”.

ووفقا لتقرير الصحيفة، فإنّ “موقع العاروري، كأحد واضعي جدول الأعمال في الضفة الغربية، جعله قريباً جداً من المحور الذي يرى في الضفة والقدس أدوات مركزية في الصراع ضد إسرائيل”.

كذلك، سلطت قناة “كان” الإسرائيلية الضوء على أهم النقاط الأساسية في مقابلة العاروري مع “قناة الميادين” اللبنانية، إذ قال الصحافي الإسرائيلي إليئور ليفي لقناة ” كان” الإسرائيلية: “من المهم إدراك أنّ العاروري استراتيجي، ويمكن وصفه بالعقل اللامع لحماس في كل ما يتعلق بتطوير الجهاز العسكري للحركة في خارج قطاع غزّة”.

وأضاف ليفي أنّ العاروري بذلك “تحول إلى أحد المسؤولين المركزيين الذين يشغلون المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وأجهزة استخبارية أخرى في العالم”.

وعاد الصحافي الإسرائيلي بعد أيامٍ ليصف العاروري بـ”المايسترو لحماس في كل ما يتعلق بالاستراتيجية العسكرية للحركة في الضفة”، ومعتبراً إياه أحد المسؤولين عن تشكيل فرع حماس في لبنان.

وبعدما وصف الإعلام الإسرائيلي الشيخ العاروري بأنّه “مهندس وحدة الساحات”، قالت وسائل إعلامٍ في كيان الاحتلال: “في إسرائيل، يوجد فهم بأنّ اغتيال العاروري يمكن أن يؤدي إلى حرب في عدّة ساحات”.

وكان معلق الشؤون الفلسطينية في القناة “الـ12” الإسرائيلية، أوهاد حمو، قد علّق على تصريحات نتنياهو بشأن العودة إلى اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، قائلاً: “ليس عبثاً أنّ صالح العاروري، الرقم الثاني في قيادة حماس، والشخصية الأقوى والأهم اليوم، هو المطلوب رقم واحد لإسرائيل”.

ومطلع سبتمبر 2023، ذكرت وسائل إعلامٍ إسرائيلية أنّ “الجيش” الإسرائيلي بات عاجزاً عن تفكيك “مثلث التعقيد”، المتمثل بلبنان والضفة الغربية وقطاع غزّة، مُعتبرةً أنّ “الذي حاكه” هو صالح العاروري.

وفي الوقت نفسه، كان المتحدث السابق باسم “الجيش” الإسرائيلي رونين منليس قد صرح لقناة “كان” الإسرائيلية أنّ “يد العاروري، على الأقل في الأشهر الأخيرة، كانت هي العُليا”، مشيراً إلى أنّ هناك دمجاً بين المهاجمين المنفردين والتوجيه من جانب العاروري.

يُذكر أنّ الرجل الذي أُعلن انتخابه نائباً لرئيس المكتب السياسي لحماس في التاسع من أكتوبر عام 2017، سارعت واشنطن في نوفمبر عام 2018 إلى الإعلان عن رصد مكافأةٍ قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدّم معلومات عنه، وذلك بعدما كانت وزارة الخزانة الأميركية قد أدرجت اسمه ضمن قائماتها “لمكافحة الإرهاب”.

وفي السياق ذاته، كان مساعد وزير الخارجية الأميركي للأمن الدبلوماسي آنذاك مايكل إيفانوف قد قال إنّ العاروري “يعيش بحرّية في لبنان، ويعمل أيضاً مع قوة القدس التابع لحرس الثورة الإيراني، ويجمع الأموال لتنفيذ عملياتٍ لمصلحة حماس وقيادة عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين يحملون جنسية أميركية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق