أخبار العالمإفريقيا

أكبر مشروع بحري للغاز بإفريقيا بين موريتانيا والسنغال، “لماذا تتحرك إسبانيا ؟”

تتواصل التحضيرات في “حقل آحميم” للغاز المشترك بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال بالسرعة القصوى مع اقتراب الموعد المنتظر لبدء الإنتاج.

هذه المنشأة البحرية كأعمق بنية تحتية تحت سطح البحر في القارة الأفريقية  وفرت حقلا شاسعا ومعقدا ومبتكرا كإحدى أولى لبنات التحول الطافي في القارة.

حيث قالت عملاقة الطاقة البريطانية بريتيش بتروليوم، إنها تمكنت من إرساء منصة المرافق “العملاقة” في حقل غاز “آحميم” للغاز، بعد قطعها أكثر من 11 ألف ميل بحري قادمة من موقع بنائها في الصين….

بعد قمة “الجناح الجنوبي” لحلف شمال الأطلسي المنعقدة بالعاصمة الإسبانية مدريد والتي انعقدت العام المنقضي تحت شعار “الساحل الإفريقي: الجناح الجنوبي ضمن الرؤية الاستراتيجية للحلف خلال العشر سنوات القادمة”.

بات من المؤكد أن إسبانيا تعتبر نفسها بوابة للاتحاد الأوروبي في مجال التنسيق والرؤية الأوروبية للسنوات القادمة مع دول الساحل الإفريقي، فممّا لاشك فيه هو المساع الإسبانية للاهتمام بالآفاق الواعدة في الطاقة في موريتانيا والسنغال، في ظل الإكتشافات الهائلة للغاز بالبلدين.

ويذكر في الأن ذاته أن هنالك أبعادا اقتصادية هامة بين كل من اسبانيا وموريتانيا والسنغال منها اهتمام شركة “روبسول” الاسبانية، الموازية لشركة “توتال” الفرنسية، بالسوق الموريتانية وتعرف الشركة الإسبانية بالتنقيب في ميدان الطاقة، وسبق لها العمل في بلدان مثل ليبيا وبعض بلدان أمريكا اللاتينية.

قالت وزارة البترول والمعادن والطاقة اليوم الاثنين، إن منصة إنتاج وتخزين الغاز في مشروع الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال، غادرت يوم أمس الأحد  ميناء “تينيريفي ” باسبانيا باتجاه الحدود الموريتانية السنغالية، بعد أن استكملت سلسلة الفحوصات الفنية وباتت جاهزة لعمليات التشغيل.

ووصفت وزارة البترول هذا الحدث بأنه خطوة هامة نحو اكتمال منشآت مشروع إنتاج الغاز من حقل “آحميم الكبير”، مشيرة إلى أنها ستصل إلى منطقة الحدود الموريتانية السنغالية يوم 13 من شهر ماي الجاري.

وقالت الوزارة إن هذه المنصة مكونة كبيرة من مكونات المشروع، مشيرة إلى أن قرب اقترابها من الحقل يعتبر  تطورا كبيرا في مسار تطوير الحقل، الذي بلغت نسبة تنفيذه أكثر من 95%.

ووفقا للوزارة الموريتانية فقد صممت المنصة للرسو على عمق يبلغ 120 مترًا تحت سطح الماء وستضم 140 شخصًا على متنها خلال فترات التشغيل الاعتيادي.

 ومن المقرر أن تمكن منشآت الاستغلال من إنتاج أكثر من 3 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال طيلة المرحلة الأولى من المشروع لتصل الى 5 مليون طن في مرحلة ثانية.

تحتفظ إسبانيا والسنغال بتعاون وثيق في المجالات الثقافية والاقتصادية والهجرة والتجارة والمشاريع الانمائية والزراعية وعلى الصعيد الصحي بعد أن وقع البلدان العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بينها اتفاقية في مجال التأمين الاجتماعي، وهناك حضور متنامي للشركات الاسبانية في السنغال في مجالات مختلفة من أهمها الطاقة والكهرباء وتزويد المطارات بالمعدات التكنولوجية ورقمنة السياحة في البلد.

وكانت موريتانيا قد أعلنت عن سعيها إلى تنفيذ مقاربة للتحول الطاقي عبر مراحل عدة، تتركز أولا على تطوير مشاريع الطاقة التقليدية المكتشفة مثل حقل “آحميم” العائم، وحقل “بير الله” البرّي، فيما ستكون المرحلة الثانية من سنة 2027 إلى 2030 بداية لمشاريع الهيدروجين الأخضر.

خطوة مهمة في إطار الديناميكية الجديدة لحلف شمال الأطلسي والمهتمة بالقارة الإفريقية  نحو مزيد تشبيك علاقاتها مع  مصادر الغاز والطاقة في كل من السنيغال و موريتانيا، وتحفيز الاستثمارات في مجال الاستكشاف والإنتاج في الحوض الساحلي، والرفع من مستوى استغلال الاحتياطات من النفط أمام أزمة أوروبية تأجج التنافس حول “دور المحتكر في تموين أوروبا بالغاز”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق