أبرز ما جاء في رد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في المؤتمر الصحفي حول السياسة والعلاقات الخارجية للصين
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية
تونس 08-03-2024
يوم أمس الخميس 07 مارس 2024، وزير الخارجية الصيني وانغ يي يحضر مؤتمراً صحفياً حول السياسة والعلاقات الخارجية للصين عُقد على هامش الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني
مختارات الإجابات لوزير الخارجية الصيني وانغ يي:
في ظل البيئة الدولية التي تتشابك فيها التحولات والاضطرابات، ستكون الصين بعزيمة ثابتة قوة للسلام والاستقرار والتقدم في العالم.
يعمل الحزب الشيوعي الصيني على تحقيق سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية، وكذلك يسعى إلى تقدم البشرية ووئام العالم وذلك يعد رسالتنا ومسؤوليتنا ومساعينا وهدفنا.
إن عام 2023 عام شقت فيه الدبلوماسية الصينية طريقا إلى الأمام، وحققت حصادا وافرا، وطبقت الدبلوماسية الصينية روح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني على نحو معمق، واتخذت الخطوات الصينية لتعزيز التضامن والتعاون الدوليين، وطرحت الحلول الصينية لتسوية مختلف الأزمات والتحديات، وقدمت المساهمات الصينية في تدعيم السلام والتنمية في العالم، مما فتح أفقا جديدا نظريا وعمليا للدبلوماسية الصينية.
سنكون أكثر ثقة بالنفس واعتمادا على الذات لتكوين ميزة الدبلوماسية الصينية؛ وسنكون أكثر انفتاحا وتسامحا لإظهار صدر رحب للدبلوماسية الصينية؛ وسنقف إلى جانب العدالة والإنصاف لإبراز موقف الدبلوماسية الصينية؛ وسندفع بالتعاون والكسب المشترك للتمسك بمساعي الدبلوماسية الصينية..
إن إيصال الغاز الطبيعي الروسي إلى البيوت الصينية، وسير السيارات الصينية في الشوارع الروسية، يجسدان بجلاء الصلابة القوية والأفق الواعد للتعاون المتبادل المنفعة بين البلدين.
إن الحفاظ على العلاقات الصينية الروسية وتطويرها على نحو جيد يعد خيارا استراتيجيا أخذه الجانبان على أساس المصالح الأساسية للشعبين، وكذلك متطلبا حتميا لمواكبة الزخم العام لتنمية العالم.
قد نصب الجانبان الصيني والروسي نموذجا جديدا من العلاقات بين الدول الكبيرة يتمثل في الالتزام بحسن الجوار الدائم وتعميق التعاون الاستراتيجي الشامل على أساس عدم التحالف وعدم المجابهة وعدم استهداف طرف ثالث ويختلف هذا النموذج تماما عن ما كان عليه في الحرب الباردة الماضية.
في عالم اليوم، إن الهيمنة لا تحظى بالتأييد من قبل الشعوب، والانقسام لا مستقبل له، ولا تجوز المجابهة بين الدول الكبيرة، ولا يجوز تكرار الحرب الباردة.
يجسد مفهوم إقامة مجتمع المستقبل المشترك المهم النظرة التاريخية العريضة والمشاعر العميقة تجاه العالم التي يحملها الرئيس شي جينبينغ كزعيم الدولة الكبيرة، وهو يتجاوز العقلية العتيقة من اللعبة الصفرية، ويقف إلى جانب الأخلاق لحضارة البشرية، ويجمع التطلعات السائدة لدى شعوب العالم، ويشير إلى الاتجاه الصائب لتوجه البشرية في اللحظة التاريخية من التطور المتسارع للتغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة في العالم.
قد تطور بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من مفهوم ورؤية إلى منظومة علمية، وتوسع من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من أفق جميل إلى نتائج الممارسات، وأظهر حيوية قوية.
المستقبل المشترك وتقاسم السراء والضراء أكبر الوقائع في عالم اليوم، وروح الفريق الواحد والتعاون والكسب المشترك طريق لا مفر منه لمواجهة التحديات. ومن الضروري أن تشارك جميع الدول في تقرير مصير البشرية في خلق مستقبل العالم.
نحرص على العمل مع دول العالم على بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال قد يكون الطريق متعرجا، لكن المستقبل سيكون مشرقا بكل التأكيد.
إن موقفنا هو المبادئ الثلاثة التي طرحها الرئيس شي جينبينغ، أي الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك، وذلك يعد تلخيصا للخبرات والدروس للعلاقات الصينية الأمريكية على مدى أكثر من نصف قرن، وهو كذلك توصيف لقواعد التواصل بين الدول الكبيرة، ويجب أن يكون المرجعية المشتركة والهدف المشترك للجانبين الصيني والأمريكي.
يمثل الاحترام المتبادل شرطا مسبقا، ذلك لأن البلدين يختلفان من حيث النظامين الاجتماعي والسياسي، فلا يستديم التواصل بينهما إلا من خلال احترام الاختلافات والاعتراف بها، ويمثل التعايش السلمي الحد الأدنى، ذلك لأن الصراع والمواجهة بين الدولتين الكبيرتين مثل الصين والولايات المتحدة ستؤديان إلى عواقب لا تحمد عقباها، ويمثل التعاون والكسب المشترك هدفا، ذلك لأن التعاون يدا بيد بين الصين والولايات المتحدة سيسهم في إنجاز قضايا هامة كثيرة تخدم مصلحة البلدين والعالم.
إذا كانت الولايات المتحدة دائما ما تقول شيئا وتفعل شيئا آخر، فأين مصداقيتها كدولة كبيرة؟
إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بالتوتر والقلق بمجرد الاستماع إلى كلمة “الصين”، فأين ثقتها بالنفس كدولة كبيرة؟
إذا كانت الولايات المتحدة تسعى فقط إلى الحفاظ على ازدهارها دون السماح للدول الأخرى بالتنمية العادلة، فأين العدالة الدولية؟
إذا تشبثت الولايات المتحدة باحتكار قمة سلم القيمة مع إبقاء الصين على الطرف الأسفل، فأين المنافسة الشريفة؟
إن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة لا تكمن في الصين، بل في نفسها، إن الإدمان على قمع الصين سيلحق أضرارا بالنفس في نهاية المطاف.
نحث الجانب الأمريكي على فهم اتجاه تطور التاريخ، والنظر إلى تنمية الصين بنظرة موضوعية وعقلانية، وإجراء التواصل مع الصين بشكل نشط وعملي، والوفاء بالتعهدات على أرض الواقع لتطابق أقواله مع أفعاله.
تتطلب تعددية الأقطاب المتسمة بالمساواة تحقيق المساواة بين الدول من حيث الحقوق والفرص والقواعد، وتتطلب تعددية الأقطاب المتسمة بالانتظام الالتزام سويا بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتتطلب العولمة المتسمة بالنفع للجميع تكبير كعكة التنمية الاقتصادية وتوزيعها على نحو جيد.
وتتطلب العولمة المتسمة بالشمول دعم دول العالم لشق طرق تنموية تتناسب مع ظروفها الوطنية الخاصة.
لم يعد بإمكاننا أن نسمح لفرادى الدول أو قلة قليلة من الدول الكبيرة باحتكار الشؤون الدولية، ولم يعد بإمكاننا أن نسمح بتصنيف دول العالم بدرجات مختلفة حسب ما يسمى بموقع القوة، ولم يعد بإمكاننا أن نسمح لصاحب القبضة الأكبر بحصر القرار، ناهيك عن ضمان جلوس بعض الدول على مائدة الطعام وإبقاء البعض الآخر في قائمة الطعام.
لا تعني تعددية الأقطاب المجابهة بين المعسكرات، ناهيك عن التفكك أو الفوضى، يجب على دول العالم أن تتحرك في إطار المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها، وتتعاون في عملية الحوكمة العالمية.
ليس هناك فرق بين حياة الإنسان من حيث القيمة، ولا يجوز تمييز الحياة حسب العرق أو الدين.
إن العجز عن وقف هذه الكارثة الإنسانية الناجمة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ونحن في القرن الـ21، لأمر يعد مأساة للبشرية وعارا على الحضارة.
تعجز أي حجة أو ذريعة أن تبرر استمرار الصراع وقتل المدنيين.
لا يجوز الاستمرار في تجاهل حقيقة الاحتلال الطويل الأمد على الأراضي الفلسطينية، ولا يجوز التغاضي عن تطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة، ناهيك عن استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني عبر الأجيال بدون تصحيحه.
لا يمكن الخروج عن دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي وإزالة التربة الخضبة للأفكار المتطرفة بكافة أنواعها وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط بشكل حقيقي إلا من خلال إعادة الحق إلى الشعب الفلسطيني وتنفيذ “حل الدولتين” على نحو شامل.
ندعم أن تكون فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وندعو العضو بعينه في مجلس الأمن الدولي إلى عدم استمرار وضع العراقيل في هذا الصدد. وندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع وبمصداقية أكثر وبشكل أكثر فعالية، ووضع الجدول الزمني وخارطة الطريق لتنفيذ “حل الدولتين”.
نهتم بتلخيص الخبرات من الممارسات الدولية، وبالاستفادة من حكمة الثقافة الصينية، وقد نجحنا في استكشاف طريق ذي خصائص صينية لحل القضايا الساخنة، أي التمسك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتمسك بالحل السياسي والتمسك بالموقف الموضوعي والعادل والتمسك بمعالجة الأعراض والمسببات في آن واحد.
يحرص الجانب الصيني على بذل الجهود الحميدة لدفع مفاوضات السلام في كل القضايا الساخنة، ولم يصب الزيت على النار أبدا.
هناك ميزان للعدل في قلوب شعوب العالم، لا ثقل بدون المصداقية.
سنعمل سويا مع كافة الدول على بلورة التوافق حول وقف القتال وبناء الطرق والجسور لمفاوضات السلام، بما يدفع ببناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن العالمي.
وضعت أوروبا علامات التوصيف الثلاث على الصين في آن واحد، أي الشريك والمنافس والخصم النظامي، وإن هذا التوصيف الثلاثي لا يتفق مع الواقع وليس قابلا للتنفيذ، بل أتى بالتشويشات والعوائق غير اللازمة لتطور العلاقات الصينية الأوروبية.
شأنه شأن إضاءة إشارات المرور الثلاث الحمراء والصفراء والخضراء في آن واحد عند مفترق الطرق، فكيف نقود السيارة للعبور؟
ينبغي أن يكون التوصيف الصحيح للعلاقات الصينية الأوروبية الشراكة، ويكون عنوانها الرئيسي التعاون، وتكون قيمتها المحورية الاستقلالية، ويكون أفق تطورها الكسب المشترك.
نأمل في أن تتقدم العلاقات الصينية الأوروبية إلى الأمام دون عوائق في ظل إشارات المرور الخضراء على طول طريقها.
إن أوروبا قوية تتفق مع المصالح الطويلة المدى للصين، وإن صينا قوية تتفق مع المصالح الأساسية لأوروبا أيضا.
لن تظهر المواجهة بين المعسكرات طالما تقوم الصين وأوروبا بالتعاون المتبادل المنفعة، ولن يكسب التيار المعاكس للعولمة اليد العليا طالما تلتزم الصين وأوروبا بالانفتاح والكسب المشترك.
سيرى الجميع عاجلا أم آجلا “صورة جماعية” تجمع جميع أعضاء العائلة” لالتزام المجتمع الدولي بمبدأ الصين الواحدة، وهذا فقط مسألة الوقت.
كلما ازدادت القوة للالتزام بمبدأ الصين الواحدة، تعزز الضمان للسلام في مضيق تايوان.
إن سياستنا واضحة جدا، ألا وهي مواصلة السعي إلى أفق إعادة التوحيد السلمي بأصدق نية.
وفي نفس الوقت، إن خطنا الأحمر واضح جدا أيضا، ألا وهو عدم السماح أبدا بانفصال تايوان عن الوطن الأم.
من يصنع “استقلال تايوان” داخل جزيرة تايوان، سيحاسب من قبل التاريخ حتما. ومن يتساهل ويدعم “استقلال تايوان” في الساحة الدولية، سيكتوي بالنار التي أوقدها، وسيأكل الثمار المرة التي زرعها.
على جميع أبناء الشعب الصيني أن يغلبوا المصلحة القومية العليا، ويعارضوا سويا “استقلال تايوان”، ويدعموا سويا إعادة التوحيد السلمي.
إن الصين والدول المجاورة لها جيران لا يمكن نقلهم، والقارة الآسيوية ديارنا المشتركة، فبناء هذه الديار على نحو جيد يعد تطلعا مشتركا لدول المنطقة.
منذ طرح الرئيس شي جينبينغ المفهوم الدبلوماسي تجاه دول الجوار المتمثل في الحميمية والصدق والترابح والتسامح، نتمسك بحسن الجوار والتعامل بالصدق والمنفعة المتبادلة وبالانفتاح والتسامح، وخلقنا مع الدول المجاورة مشهدا جديدا من حسن الجوار والصداقة، وشققنا طريقا مميزا للتعايش بين الدول الآسيوية.
أصبحت المبادئ الخمسة التي ولدت في آسيا وتجاوزت الاختلافات في النظم الاجتماعية والأيديولوجيات، القواعد الأساسية للعلاقات الدولية والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، كما أنها ساهمت بالحكمة الشرقية في التعامل الصحيح مع العلاقات بين الدول.
نحرص على العمل مع الدول المجاورة معا على بناء مجتمع المستقبل المشترك لآسيا والبشرية جمعاء من خلال تكريس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، ومواصلة تقديم مساهمة آسيوية للسلام العالمي، ومواصلة تقديم قوة دافعة آسيوية للنمو العالمي.
إن كل ما فعلناه يخدم هدفا واحدا، ألا وهو تمهيد الطريق ومد الجسر لوقف القتال ودفع مفاوضات السلام.
أثبتت التجارب في التاريخ أن الصراع إذا استمر بدون حل لفترة طويلة غالبا ما سيتفاقم ويتصاعد حتى يخرج عن تصورات أصحاب الشأن. وسيتراكم سوء الفهم وسوء الحكم، ثم يؤديان إلى أزمة أكبر في حالة تعثر إطلاق مفاوضات السلام. ينبغي استيعاب الدروس في هذا الشأن.
تعتبر طاولة المفاوضات نقطة النهاية لأي صراع. كلما بدأت المفاوضات بشكل أبكر، سيأتي السلام بشكل أبكر.
يدعم الجانب الصيني عقد مؤتمر سلام دولي مقبول لدى الجانبين الروسي والأوكراني في وقت مناسب بمشاركة كافة الأطراف على قدم المساواة، وتُناقش فيه جميع حلول السلام بشكل عادل.
ما زال “المحرك الصيني” قويا، وإن “الصين القادمة” ما زالت الصين.
إن التنمية في الصين لا تشمل النمو المعقول للكمية فقط، بل تشمل الارتقاء الفعال بالجودة أيضا.
من يبث المعلومات المتشائمة المغلوطة عن الصين سيتضرر منها، ومن يقدّر الصين سوءا سيضيع الفرص.
نأمل أن تمنح المزيد من الدول تسهيلات التأشيرة للمواطنين الصينيين، كي نعمل معا على إنشاء شبكة سريعة لتبادل الأفراد عبر الحدود، والإسراع في استئناف رحلات الركاب الدولية، بما يمكن المواطنين الصينيين من السفر متى يشاؤون، ويجعل الأصدقاء الأجانب يأتون إلى الصين كأنهم في بيوتهم.
إن بقاء بحر الصين الجنوبي في حالة السلام والاستقرار لا يستغني عن الجهود المشتركة المبذولة من قبل الصين ودول آسيان.
وأهم الخبرات التي نستلخصها تتمثل في التمسك بالنقطتين: التمسك بإدارة النزاعات القائمة والسيطرة عليها وحلها بشكل ملائم عبر الحوار والتشاور والتفاوض بين الدول ذات الصلة المباشرة، والتمسك بالحفاظ على السلام البحري عبر الجهود المشتركة المبذولة من قبل الصين ودول آسيان.
لا نسمح بسوء الاستغلال لنيتنا الصادقة، ولا نقبل تحريف قانون البحار.
سندافع عن حقوقنا وفقا للقانون وبشكل شرعي في وجه الانتهاكات المتعمدة؛ وسنتخذ إجراءات مضادة أول بأول على أساس الحق في وجه الاستفزازات غير المبررة.
نحن على استعداد لبذل جهود مشتركة مع دول آسيان للتوصل إلى “قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي” في يوم مبكر، واتخاذ إجراءات ملموسة لجعل بحر الصين الجنوبي بحرا يسوده السلام والتعاون.
ندعو إلى إيلاء نفس الاهتمام للتطور والأمن، أي احتضان الأشياء الجديدة والفرص الجديدة من ناحية، وتركيب الفرامل قبل تشغيل السيارة من ناحية أخرى، والعمل سويا على دفع الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
إن ما نركز عليه هو الضمانات الثلاثة: ضمان الجدوى، ضمان الأمن، ضمان الإنصاف.
من يحاول بناء ما يسمى بـ”الفناء الصغير المحاط بالجدار العالي” في مجال الذكاء الاصطناعي، سيرتكب خطأ تاريخيا جديدا، لأن ذلك لن يتمكن من عرقلة التطور التكنولوجي لدول العالم، بل وسيقوض سلاسل الصناعات والإمداد الدولية المتكاملة، ويضعف قدرة البشرية على مواجهة المخاطر والتحديات.
إن التعاون بين الدول الكبيرة التي تتقدم في الذكاء الاصطناعي مهم جدا، وإن بناء قدرة الدول النامية مهم جدا أيضا.
سنقدم مشروع قرار بشأن “تعزيز التعاون الدولي في بناء القدرة في مجال الذكاء الاصطناعي” إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت مناسب، بغية دفع كافة الأطراف لتعزيز تقاسم التكنولوجيا، وبذل الجهود لسد الفجوة في الذكاء الاصطناعي، وعدم ترك أي بلد خلف الركب.
إن الصين وإفريقيا أخوان يتبادلان الصدق والإخلاص ويشتركان في مستقبل واحد، إذ خضنا كتفا بكتف في النضال ضد الإمبريالية والاستعمار، وتساندنا وتآزرنا في مسيرة التنمية والنهضة، وتمسكنا بالعدالة والأخلاقية في وجه تغيرات الأوضاع الدولية.
ستواصل الصين الوقوف إلى جانب الإخوة الأفارقة بكل ثبات، ودعم إفريقيا في نيل الاستقلال الحقيقي من حيث الفكر والمفهوم، ومساعدة إفريقيا في رفع قدرة التنمية الذاتية، ودعم إفريقيا في تسريع وتيرة التحديث.
نأمل من كافة الأطراف أن تحذو حذو الصين لزيادة الاهتمام بإفريقيا وتعزيز الاستثمار فيها ودعم تنميتها.
ستعقد دورة جديدة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي في الصين في خريف العام الجاري، حيث سيجتمع الرئيس الصيني والقادة الأفارقة مرة أخرى في بيجينغ بعد 6 سنوات.
أثق بأن الجانبين الصيني والإفريقي سيقومان في هذه القمة بتكريس الصداقة التقليدية وتعميق التضامن والتنسيق، بما يفتح أفقا جديدا للإسراع في التنمية المشتركة للصين وإفريقيا، ويسجل فصلا جديدا للمجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك.
استمرت قضية شبه الجزيرة الكورية بدون حل للسنوات الطويلة. يكون المسبب الجذري لها واضحا، ألا وهو بقاء التداعيات الناجمة عن الحرب الباردة، والعجز عن إقامة آلية سلام تحل المسألة الأمنية من جذورها. أما الوصفة جاهزة، ألا وهي ما طرحه الجانب الصيني من فكرة “تقدم المسارين بالتوازي” ومبدأ “الحل على مراحل وبخطوات متزامنة”.
من يحاول الرجوع بالتاريخ إلى أيام الحرب الباردة والمجابهة باستغلال قضية شبه الجزيرة الكورية، سيتحمل المسؤولية التاريخية؛ من يحاول المساس بالسلام والاستقرار في المنطقة، سيدفع ثمنا باهظا.
إن الأولوية القصوى هي وقف الردع والضغط، والتخلص من دوامة المجابهة المتصاعدة. إن الطريق الأساسي هو استئناف الحوار والمفاوضات لمعالجة الهموم الأمنية المعقولة لكافة الأطراف وخاصة كوريا الديمقراطية، والدفع بعملية الحل السياسي لقضية شبه الجزيرة الكورية.
لا توجد في العالم سوى منظومة واحدة، ألا وهي المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها؛ ولا يوجد سوى نظام واحد، ألا وهو النظام الدولي القائم على القانون الدولي؛ ولا توجد سوى مجموعة واحدة من القواعد، ألا وهي القواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي تقوم على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولا يجوز لأي دولة أن تتصرف كما تشاء أو تنشئ منصة أخرى.
لا يمكن تقويض دور الأمم المتحدة وحل محلها، ومن الضروري تعزيز دورها والحفاظ على مكانتها.
نحرص على العمل سويا مع المجتمع الدولي على دعم استمرار التطور والاستكمال للأمم المتحدة، وتنفيذ تعددية الأطراف الحقيقية ومواصلة تعزيز دمقرطة العلاقات الدولية وبناء سيادة القانون لها، مع اتخاذ سيادة القانون الدولي كالأساس واتخاذ العدالة والإنصاف كالمقصد واتخاذ التعاون والكسب المشترك كالهدف واتخاذ الإجراءات الفعالة كالتوجه.
منذ طرح الرئيس شي جينبينغ مبادرة “الحزام والطريق” قبل أكثر من عشر سنوات، أحرز التعاون في بناء “الحزام والطريق” نتائج مثمرة، وأصبح هذا التعاون المنفعة العامة الأكثر إقبالا ومنصة التعاون الدولي الأكبر حجما في العالم، وطريقا للتعاون والفرص والازدهار للدول المشاركة فيه لتحقيق التنمية المشتركة يدا بيد.
نحرص على العمل سويا مع كافة الأطراف على توارث روح طريق الحرير وتنفيذ مخرجات الدورة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي، بما يفتح العقد الذهبي الثاني للتعاون في بناء “الحزام والطريق”.
سندفع بزيادة الجودة والارتقاء بمستوى الترابط للمنشآت، وسندفع بالترابط الناعم بشكل معمق وعملي، كما سندفع بتعميق الترابط الشعبي، بما يجعل “الحزام والطريق” فرصة دائمة للتنافع لدى الجميع.
لا تسعى الصين إلى تحديث يخدم مصلحتها فقط، بل نتطلع إلى أن يصبح التعاون في بناء “الحزام والطريق” بالجودة العالية محركا لدفع التنمية المشتركة لكافة الدول ومسرعا لتحقيق التحديث العالمي.
يعد تطور وتنامي دول البريكس تناميا لقوة حفظ السلام وتوسعا لجبهة العدالة في العالم، ولا يمكن اعتبار ذلك تحديا.
تكون الاستقلالية الذاتية طابعا أساسيا لـ”الجنوب العالمي”، وتكون تقوية الذات عبر التضامن تقليدا له. لم يعد “الجنوب العالمي” “الأغلبية الصامتة”، بل أصبح قوة حاسمة في تحول النظام الدولي وموضع الأمل للتغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة.
كانت الصين وما زالت وستظل عضوا ثابتا من “الجنوب العالمي”، وظلت الصين تشارك جميع دول الجنوب في مستقبل واحد، وظلت قوة رئيسية للدفع بالتنمية والنهضة لـ”الجنوب العالمي”.
سيكون العام الجاري عام الحصاد للتعاون بين “الجنوب العالمي” ونقطة انطلاق جديدة للتضامن بين دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
يتطلع الجانب الصيني إلى مواصلة حشد “قوة الجنوب” من التضامن والتعاون بين الدول النامية، بما يبرز “لحظة الجنوب” للحوكمة العالمية بشكل مشترك.
إن الدبلوماسية لخدمة الشعب تستمر ولن تتوقف.
إن الدبلوماسية الصينية دبلوماسية لخدمة الشعب. وستظل خدمة الشعب وإرضاء المواطنين موضع جهودنا.
إن قصص الصين رائعة جدا، وفي مقدمتها قصة الحزب الشيوعي الصيني.
لقد قام الحزب الشيوعي الصيني بتوحيد وقيادة أبناء الشعب الصيني للنضال الشاق على مدى أكثر من 100 سنة، وفتح طريق التحديث الصيني النمط، وخلق معجزة التنمية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، ها هو الموضوع الأكثر بروقا في قصص الصين.
إن قصص الصين هي قصص عن الشعب الصيني في نهاية المطاف، إذ أن الشعب هو بطل في قصص الصين، حيث يكافح أبناء الشعب الصيني البالغ عددهم أكثر من 1.4 مليار نسمة بشكل متواصل تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ساعين إلى حياة سعيدة بالعمل الدؤوب، ها هو أروع فصل في قصص الصين.
إن قصص الصين هي قصص تبادل الإنجاح بين الصين والعالم.
ظلت الصين تربط تنميتها الذاتية بالتنمية المشتركة لدول العالم، وتواصل تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح، الأمر الذي أسهم في تطوير نفسها وخدمة العالم بأسره، ها هو أعظم سردية في قصص الصين.
إن ما استلهمنا من قصص الصين هو أن المشهد الجديد للتحديث العالمي بمختلف الأنماط سيتحقق بكل التأكيد، طالما تستكشف دول العالم طرق التحديث على أساس ظروفها الوطنية وبإرادتها المستقلة.
نرحب بمزيد من الأصدقاء الأجانب لرواية قصص الصين المفعمة بالحيوية والنشاط ورواية قصص عمل الصين مع دول العالم يدا بيد على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.